رحيل القلب
كفانا من لوعة الحبّ نُسْقَى
ونُعْرى ونُذلّ ونَشقَى
كفانا ألماً من بعْدٍ
مازاد القلب إلّا قلقا
كفانا ما يقال عنّا
أنّا مجانينٌ حمقى
انتظرنا الأمل في عشقٍ
لاح في بسماته الشّفقا
علّنا نعيش لذّة روحٍ
نجني من سكراتها رزقا
نسينا أنّ القلب فتيٌّ
لا زالت بين جوانحه الرّقة
وأنّ عينيه لازالت طاهرةً
فبأولّ طيفٍ رآه تعلّقا
فهام في حبٍّ أسْودٍ
أرْداه ضعيفاً مرهقا
لا يعرف دنيا إلّا الأطلال
علّ خبراً عن الأحباب يلقى
قرارُة جفنه البكّاء قد سلبت
هناء عيشه من عينيه قد سرقا
وكليلاً وقف على أبواب رحمةٍ
ينادي عطفاً على بؤسٍ ورفقا
حتّى مات من الشّقاء
بعدما جفّت قطرة الرّمقا
والّتي كان يعيش عليها
بَعْد بُعْدٍ هشّم القلب سَحْقا
فاعذرني أيّها القلب البريء
يا من كنت بين قلوبٍ الأنقى
على ترابٍ افترشته لك
وأهلته على وجهك الألقا
فلعلّك تجد في دنيا الآخرة
خير الصّحبة وخير الملتقى
فهذه هي سنّة الله الّذي خلقا ...
نورا كريدي

نورا كريدي