السلام عليكم

أحببت أن أقدم لكم بعض الأمثال من وادي الفرات

سأقدمها على دفعات متتالية

وهي مأخوذة من مخطوط [ حديقة الأمثال ] الذي أعتزم نشره قريباً

و ددت سماع أرائكم فيه

وإن كنت لم أختر القسم المناسب

فلا بأس في ذلك

إذ يقول المثل : [ اقعد بسدّ المعلـّم و خرّب ]

فليتكرم المشرف بنقله للمكان المناسب

وإليكم الدفعة الأولى :



ـ فلو الليل :

يضرب لمن يجري في غير ميدانه ، و يسعى في أمر ٍ لا يعنية ، ولم يكلـّـف به ، ومن كانت مواقفه غير ثابتة ،
وتنحاز كل حين إلى طرف ، ولمن يهذر دون أن يطلب منه الحديث ، و لا يأبه أحدٌ لآرائه 0
ذلك أن الفلو في الليل، ينشط كثيراً فيجهد نفسه راكضاً في كل إتجاه ، ورغم سرعته الهائلة و جهده الكبير ،
فلا يحوز قصب سبق ٍ ، ولا هو في سرية غزو ٍ ، و لا يعرف بسبب بهمة الليل ، أمهرة هو أم حصان 0

ـ مراة الغريبة :

الزوجة الغريبة اللبيبة ، تدرك أنها تحت أنظار القوم ، لذا فهي دائمة الحذر ، والنظر إلى أحوالها ، لتنتقد نفسها ، قبل أن ينتقدها الآخرون ، بما في ذلك حسن مظرها 0 لذا مثـّلوا بمرآة الغريبة ، في دعوة إلى محاسبة النفس ، والنظر إلى عيوبها شكلاً و مضموناً 0

ـ صندوق العروس :

صنوق العروس كان من أهم جهازها ، دعنا نقول هو الخزانة و التواليت و الثلاجة ..... ، وبه تضع ثوب عرسها ، وأدوات زينتها وحليّها ، وعلى جوانبه وبداخل غطائه توجد مراياها ، وفيه تودع الحلوى والفواكه ، وإن لم تجدها فقشورها تكفي ، إذ أن رائحة قشر البرتقال ، كان لها في النفوس سحراً ، وعليه فلا غرابة أي يمثـّل به لكل جميل ٍ من البيوت أو الدكاكين أو الأشخاص ، فكل ما تحلم به موجود فيه 0

ـ خرج الحوّاج :

الأمر هنا مختلف عن صندوق العروس، فخرج الحوّاج فيه ما ينفع و ما يضرّ ، وفيه الطيّب والخبيث ، فإلى بجانب السكّر والزبيب و القضامة ، تجد دوا العث و دوا القمل و الكاز والإبرة والفتلة ، و كل ما يلزم من حوائج ، فهو على صغره ، لا يستثني حاجة من حوائج الناس ذاك الزمان إلا واحتواها ، ومن هنا مثـّـلوا به 0

ـ ﭽـــلب الورّادة :

يضرب لم يجري في غير ميدانه ، إذ أنّ كلب الورّادة ، وهم الجمع الذاهب لجلب الماء ، يجري خلفهم جيئةً و ذهاباً ، فتارةً يسبقهم و تارةً يلحقهم ، وهو يلهث تعباً ، من دون حاجة إليه ، إذ لا يحتاج الورّادة إلى حماية الكلب و مرافقته ، والبعض يقولها : ( ﭽـلب الظعن )0