مَن مِنَ الشهداء سيصدق ؟
===============
من من ملايين شهداء الأمة العربية سيصدق ما آلت إليه الأمور التي إستشهدوا من أجلها ؟ من سيصدق منهم هذا الواقع الأليم الأسود الذي تعيشه أمتهم ؟

• هل سيصدقون .. أن فلسطين القضية المركزية في الصراع العربي – الصهيوني ، والقضية التي كانت المدخل والمحور الأساس الذي تمحورت حوله قضية الوحدة العربية .. كسبب أو نتيجة ، القضية الفلسطينية التي كانت بوابة دخول الأمة العربية إلى صراعاتها مع الإستعمار والصهيونية .. هل سيصدقون أن تصبح : المدخل للصهيونية العالمية لفرض قبول الدولة اليهودية ، شقيقة بين اشقائها الدول العربية المسخة ، بل وموجودة ثقافيآ وإجتماعيآ وإقتصاديآ وسياسيآ في معظم الكيانات العربية ، فإنقلبت الأمور من أن تكون إسرائيل " كيانآ " منبوذآ ، إلى أن تكون معظم الدول العربية والإسلامية " كيانات " ترحب بها وتضمها وتفتح لها مجال الإستقرار والوجود فيها ؟؟
• هل سيصدقون .. أن يتم سلخ أرض عربية من شمال العراق ، ليقوم عليها : كيان كردي صهيوني إحلالي آخر ؟ وبكل دعم وتأييد ومساعدة أمروصيونية .. والعرب أنظمة وشعوب تتفرج ؟؟
• هل سيصدقون .. أن " دولة اليمن السعيد " ، وبعد أن قسمها الإحتلال البريطاني إلى كيانين ، تعود بإرادة شعبها وخياراته وتضحياته وشهداءه إلى " كيانها الموحد الأصل " ثم يظهر من بين بعض أبنائها منساقون بوعي وقصد أو بدون وعي ، وراء مصالحهم الذاتية الأنانية ، ووراء الدفع الإستعماري الجديد لتحقيق " إنفصال جديد " ، لحاجة الصهيونية إلى موقع إستراتيجي في مخططها الإستيلائي على بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر ، تهيمن عليه وعلى الحدود الجنوبية " للشرق الأوسط الجديد " . بل ويستشهد ذلك البعض اليمني وبكل وقاحة بزعيم الوحدة العربية / جمال عبد الناصر / بتبرير عدم إتخاذه إجراء عسكري لقمع " الإنفصال السوري " ، ليبرروا زورآ وبهتانآ عملهم الإجرامي نحو تحقيق " إنفصال جديد " وتشتت وتمزق في الوطن العربي ، عوضآ عن السعي لوحدته. وذات الأمر : الأنظمة العربية تتفرج .. والبعض القليل من الشعوب العربية يصفق ، والبعض الآخر الأكثر يتفرج ..
• هل سيصدقون .. أن السودان البوابة الجنوبية للأمن القومي العربي في خطه الأول ، أصبح تحت واقع التقسيم ، وإنفصال جنوبه ، ودارفوره عنه ، غير الطارئ القادم على طريق إنفصال أجزاء اخرى منه ؟ والأنظمة العربية تتفرج ، بل ويظهر أن البعض يصفق برضى ، وخاصة من كانت : مصر / عبد الناصر والذي يشكل السودان في " المصلحة " وفي " الأمن " على الأقل .. الركن الأساس لها .
• هل سيصدقون .. أن الصومال وهي الموقع الإستراتيجي للقرن الأفريقي ، الدولة العربية المدقعة فقرآ وتخلفآ ، والمتروكة لمصيرها ولجوع أبنائها ، والذي لم يؤثر هذا الجحود ، على مشاعر الإنتماء والتمسك بالأمة العربية لدى شعبها العربي الأبي ، وتتحول منذ زمن و اليوم إلى إقطاعيات للقتل والسيطرة والتوازع منذ / زياد بري / على أمراء حرب من : ميليشيات حركة المحاكم الإسلامية ، إلى الحكومة الإنتقالية المؤقتة / شيخ شريف ، إلى حركة الشباب المرتبطة " بالقاعدة " ، إلى حزب الإسلام المؤلف من عدة مجموعات متناحرة داخله .. مع ذلك الطمع للإستيلاء على قطع منها من قبل الجوار الصومالي من : جيبوتي وأثيوبيا وارتيريا وكينيا واوغاندا .. وكله يتم تحت المظلة الأمريكية ومخابراتها بكل وضوح وصراحة .. وتلك الأيدي الصهيونية الفاعلة والمؤثرة فيما يجري .. ويقولون : قراصنة !!!
• هل سيصدقون .. أنه ومع كل ما يجري .. بأن معظم شعوب الأمة العربية قد إصطفوا ضمن قبائل وعشائر متناحرة متقاتلة كل في خندقه المتواجه مع كل الآخرين .. إصطفوا وتوزعوا على نيل عنجهية الجاهلية ، وعلى كل دين و طائفة وحزب وعائلة ؟؟ بل أن / داحس والغبراء / كانت افضل أسوأ مايجري اليوم . بل وإصطفوا بعد ان إستدعوا من مجلدات تاريخهم ، كل القادة والمناضلين ، ليصنعوا منهم أدوات تبرر إنقسامهم وفرقتهم ، بالإصطفاف وراء كل واحد من خيالات واسماء هؤلاء العظماء ..

حقآ .. هل سيصدقون ذلك ؟؟ .

==========================
فائز البرازي
12/7/2006