سيوف ٌ حادة..

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




خرجت مترددة هذه المرة... وعادت من جديد لمنزلها.....

مترددة جدا هذه المرة... والهاتف لا يكل....

ما فتئ يرن بإلحاح....ماذا لو لم تذهب؟ ماذا كان يضيرها؟

غدت كمن يجر أسمال الخيبة المدماة.وسؤالها يذبح أوصال تفكيرها:

هل حقا مازال نبضها فجا؟؟؟

ماذا لو لم تذهب فعلا؟

وماذا لو نقص العالم قلمها؟

وما هو السبب الوجيه الذي قذفها إلى هذا اليم الصعب الغريب العقيم؟

مازالت تلك الأصوات التي صرخت في أعماقها تردد تلك الكلمات التي ذبحتها جميعا في جلسة أدبية واحدة....

كم أحست بالوحدة حينها...وهي تنظر عبر الوجوه التي اتخذتها قدوة ومنهلا ومنارا تهتدي به لتعرف الطريق الصحيح للأفضل... كيف صمتت حينها..وكيف آثرت هي الصمت أيضا!!!
كيف أكملت عملية الذبح بطريقة شفوية!!!

لم يكن نقدا بقدر ما كان استفزازا أو ربما تفتيشا ليس هكذا أبدا..ما تعرفه أننا نبدأ بإبراز خفايا نصنا وتعاريجه ميزاته ثم ننحني لنبحث عن العيوب!!! هل هي أخطأت في وجهة نظرها هذه ؟


كانت أمواج الظروف الحياتية تدفعها رغما عنها للحاق بهم هناك.. ما سر هذا الإصرار ؟وهل يحق لنا أن نرمي كل من لم يفلح كما نرى, في المحاولات الكتابية نهبا للوساوس؟وهل يعذر من لم يجد دربا إلا هذا ليخوضه؟

ما تعلمه جيدا أن تجربتها لم تكن وليد زمن بسيط ...وهل يشفع لنا الزمن؟


كيف اتفقوا ؟ وهل لجديتها السلوكية سببا في الأمر؟هل يجب أن تكون مختلفة حينها؟ وهل هي فعلا أخفقت في الوصول للمرفأ الصحيح؟

ما تعلمته وبثقة تامة أن الزمن لم يعد يهمها...فما أحلى أن تمر المركب بهدوء الواثق أو بتؤدة المجد.ّ..

لم تعد تستطع اختصار الخطوات وتقزيمها بعنف..كل يحتاج نضجا وبطريقة ما ...كان يجب عليها ترتيب أولوياتها وجهدها بتركيز تحتاجه ورغم ذلك لم تواجه غصة وتعنيفا مثله وهي تحاول تشكيل حجمها الثقافي بشكل مرضي.

تذكرت في طريقها حكمة أعجبتها جدا:خذوا ما في الرؤوس ولا تبحثوا مابين النفوس...وإذن لما هزها هذا التعنيف النقدي الجارح؟

جميل أن تستظل بشجرة ولكن على ألا تحجب عنك نور الشمس طويلا...

وصلت وجلست بصمت مطبق ..وقد قرأت حتى الملل نصوصها التي جهدت في تنميقها وتقويمها جيدا...

ونظرت لكل الوجوه بصمت الآن ...

يجب أن نكون مختلفين بطريقة ما..
أن نكون راضين عن نفسنا وجهدنا بشكل ما..
ماذا لو تكرر المشهد السابق؟؟؟؟؟

مازالت تستمع بهدوء واتزان رغم ضيقها بالمكان وبنفسها التي تمنت لو مضت هكذا بعيدا عن هنا هربا من حرف مرتقب باتت تخشى من دخوله عالمها المغلق ...
دوما تلذ المواقف حين نكون مستمعين فقط......أما أن نكون أ بطال الحكاية فالأمر يغدو أصعب......

انتظرت اسمها طويلا وطويلا جدا.....

لم تعد تدري هل سمعته حقا أم خيل لها!!!

مضت .....
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أم فراس 4-7-2009