مَنْ حَبَّكِ ...لا يَنْقلِبْ

صقر أبوعيـدة

ياميمتي
هذي حِكاياتي علا فيها العجبْ
لم نحْكِها بل يحْكها جفنٌ غَرِِبْ
قد أثْخنَتْ حِبرَ الكتُبْ
تلك الأقاويلُ التي لم تُجْترعْ
أو تُخفِ أقلامَ الكذبْ
لم تخشَ أفواهَ الزبدْ
يا ميمتي
مُدّي لنا ريقَاً من الصَبّار والتين الرّطِبْ
أو دمعةَ العُنقودِ في حُضنِ العنبْ
إن لم تكوني في نَصَبْ
ياميمتي
لم يلتئمْ جرحي ولا راح السَّببْ
باعوا لكِ حُلماً لقدسٍ قد ذهبْ
صبرٌ جميلٌ أُمَّنا
لا تشتكي بثّاً وحزناً أوعَتبْ
شُدّي على بُؤس الوطنْ
سُلّي الشُّهُبْ
سيفاً يُكِنُّ الحزنَ يوماً والشجنْ
يُلغي الحُجُبْ
فالبأسُ سِربالٌ على بحرٍ فَقَدْ
موجاً على شطٍّ سُلِبْ
فلْتُشعلي تَنّورَ خبزي فوق صخر أو عضدْ
ولْتَسكُبي عمري على زيت اللّهبْ
قلبي لكِ، كل القلوب القابعةْ
قد أجفلتْ، لا تركني
لو كان قلباً من ذهبْ
قاموا على مَوْتِي وخيشِ الأشرعةْ
أخفت وُجوهاً خلفَ رسمِ الأقنعةْ
غَطَّت على أشعارِهم لحن الخُطبْ
ياميمتي
أنتِ القرى
أنتِ المدنْ
أنتِ الجناحاتُ التي تحتَ اللهبْ
حطّتْ على أفراخِها
ترضَيْنَ خبزاً من شعيرٍِ أو ذُرةْ
أياً أتى يكفي شموعاً أينعتْ
تروي سبيلاًَ عابراً مِمّا طلبْ
والكرمُ في بستانها جُودٌ حَلا
أنت الولود
أنت الودود
أمُّ العربْ
إن تسلُكي تلك الفِجاجْ
يأتون رجْلاً أو رُكُبْ
الموتُ فيكِ
والحبُّ فيكِ
مَنْ حَبَّكِ... لا يَنْقَلِبْ