طبـائـع

معاذ العمري


ذو لحية بضياء يمشي الهوينى مِشية ملاكٍ هلَّ من السماء،
قلتُ إي معلمي! ما أشدَّ ورع هذا، ما أصدق تقواه!
اُنظرْ! لا تراهُ إلا راكعاً ساجداً لمولاه!
أول مَن يدخل المسجد وآخر مَن خلّاه!
قال لي: "في صِغره كان يسرقُ البيضَ مِن أخمامِ الدجاج،
ولما شَبَّ عدلَ يسرقُ حميرَ الناسِ يبيعُها في الأسواق،
ولما أكَهلَ طفقَ يسرقُ بيوتهم يدخلُها مِن الشباك،
وإذْ أسنَّ في العُمرِ، وما عاد يقدرُ حِراكاً، هداهُ الله!"

سرعان ما شيّعناهُ بعد فترةٍ إلى مثواه،
على قبرهِ وقفتُ أدعو الله:
اللهمّ اِغفرْ لسارقِ بيضِ الدجاج!
وق ِ جيرانَ قَبْرهِ شرَّ بلّواه!