حـيـاتـنـا ونمـوذج المرسـيـدس

الحياة البشرية عبارة عن مزيج من الأفكار والعواطف والمواقف المتباينة، والحياة تفرض على الإنسان أن يدير بوعي وإدراك كل أنشطة ومهام حياته، وهذه الإدارة تتطلب تنظيم سليم وتخطيط فعال وتنفيذ محكم، كما إن إدارة الحياة ترتبط ارتباط وثيق بإدارة العقل البشري المنقسم إلى العقل الواعي والعقل اللاواعي ( العقل الباطن).

فالعقل الواعي أو ما يمكن تسميته بفترة الوعي يتكون بصورة رئيسة من التفكير والذي لديه قدرة واسعة في إستيعاب الكثير من المعلومات في لحظة ما، أما العقل اللاواعي يحتوي على جميع الذكريات والبرامج الخاصة بالمرء منذ أن كان جنينا في رحم أمه، كما لديه قدرة استيعابيه لا محدودة على الإطلاق ويحتوي على المحركات والمحفزات الداخلية للسلوك، ويعتبر مقر الطاقة الغريزية الجنسية والنفسية ومخزن الذكريات والمحرك الرئيس للعواطف والمشاعر، بالإضافة إلى استضافته للخبرات المكبوتة والصور القديمة والخلفيات السابقة.
ومما سبق تتضح حقيقة المكونات الرئيسية للحياة وهي التفكير والمشاعر والسلوك، كما إن كلا من المشاعر والتفكير ركنان رئيسان في عقل الإنسان ولهما صلة قوية بالسلوك الظاهري والخارجي للإنسان، ولقد توصل كثير من الباحثين في حقل البرمجة اللغوية العصبية لوجود نموذج شبيه بالأجزاء الثلاث المكونة لشعار سيارة المرسيدس يدعى بنموذج المرسيدس يهتم بالجوانب الثلاث الأساسية في حياة الإنسان: التفكير، المشاعر، السلوك، وهو نموذج مبسط لإدارة العقل أو إدارة الحياة يعكس كيفية إدارة مختلف الأشياء في العقل البشري، ويشير النموذج إلى أن الأفكار تؤثر بالمشاعر والمشاعر تؤثر بالسلوك ومن ناحية معاكسة فإن السلوك يؤثر بالمشاعر وتؤثر المشاعر على الأفكار.

والنقاط التالية تتناول الأجزاء الرئيسة المكونة لنموذج المرسيدس بداية من التفكير وإدارته مرورا بكيفية التعامل مع مختلف المشاعر والعواطف ليكون في النهاية الحديث عن أنواع التصرفات وأشكال الأفعال البشرية:

(1) التفكير : التفكير عملية عقلية تدور في العقل الواعي يتم من خلالها استخلاص المعاني وإعادة تشكيلها، وتعمل على تشغيل المعلومات في الذاكرة، واستنتاج معاني أخرى تساعد في حل المشكلات أو اتخاذ القرارات، وقبل وصول المعلومات إلى أبواب التفكير فإنها تصطدم بالمرشحات والفلاتر التي تقلل من كمية المعلومات المنقولة لتصل في النهاية غير مكتملة إلى العقل الواعي.

والتفكير كما هو في حقيقة الامر نوعان، تفكير إيجابي وتفكير سلبي، فالتفكير الايجابي هو نوع من التفاؤل الذي يغزو عقل الإنسان ليحثه على النظر إلى الأشياء بأنها جميلة وإجباره على التعامل بحيوية وسلاسة تامة مع مختلف الامور الحياتية، يرافق ذلك ظهور الأمل حول مختلف القضايا المستقبلية في حياته. هذا بحد ذاته يدفع الانسان للتأمل والجلوس مع النفس واكتشاف الكثير من المواهب والقدرات، فتتكون الآثار الفاعلة في تفكير الإنسان.إضافة إلى وجود عوامل تحفز بروز التفكير الايجابي في حياتنا مثل: الثقة بالنفس، الإبتعاد عن كلمات الاحباط، الابتعاد عن الاشخاص المحبطين،استحضار الافكار الايجابية،تحديد الهدف والغاية من الوجود.

لكن في المقابل يصر عدد كبير من الناس على رؤية العيوب وتضخيم المواقف والتعلق بمجموعة من الأفكار السلبية مثل: أفكار الخوف، أفكار القلق، أفكار التردد، أفكار تتعلق بضعف الثقة وهذا هو ما يسمى بالتفكير السلبي الذي ربما يؤدي الى إلحاق الضرر بصحة الإنسان عندما يتم اجهاد العقل بكثرة التفكر بالأفكار الخاطئة.

(2) المشاعر: المشاعر هي حالة الإنسان الشعورية أو المزاجية أو بمعنى آخر جملة أحاسيس تنتاب الإنسان قد تكون مرغوبة أو غير مرغوبة وتصاحب الأحاسيس تعبيرات جسدية متعددة تتفاوت فترة وجودها فقد تستمر لمدة لحظات وقد تبقى لمدة سنين وشهور، كما إن الذاكرة تستحضر المشاعر وتفرض وجودها لان كل موقف وحدث في حياة الإنسان له ملف متجذر في الذاكرة البشرية ذو شقين الأول متعلق بفكرة الحدث والآخر متعلق بالأحاسيس المصاحبة لهذا الموقف.

والمشاعر بطبيعة الحال تنقسم إلى نوعين فأولا هناك المشاعر الإيجابية وهي باختصار تغذية عقولنا الباطنة بقيم ومبادئ الايمان والسعادة والحب والرضا لتكون أداوات التواصل مع انفسنا ومع الآخريين، ولكن خلق هذه المشاعر ليس بالامر الهين فكيف نحث نفوسنا على تلك القيم والمبادئ وقد نمر بظروف متنوعة وحالة من الإخفاق المتكرر، وكيف نغذي نفوسنا على كل ما هو ايجابي وما هي الطرق والوسائل التي تحثنا على بذل جهود مضاعفة لاحتواء المشاعر الإيجابية.

ثانيا المشاعر السلبية: فقد يمر المرء في حياته اليومية بعدة ضغوطات وتوترات وانفعالات ناتجة عن مواقف يومية في ميدان العمل أو على الصعيد الأسري والمحيط الاجتماعي، وعندما تلازم هذه الأحاسيس الإنسان لفترات أطول فإنها تحجز تفكير الإنسان في أطر سلبية وتحول حياته إلى سلسلة من الانكساريات والأخطاء التي تشيع في حياته الإحباط والاستياء واليأس وقد تصل آثارها إلى تشكيل صورة سيئة له أمام الآخرين.

فمثلا قد يفقد أحد الأشخاص أعز أحبابه ومن الطبيعي أن يعيش جملة من المشاعر السلبية لفترة قصيرة محددة، ولكن أن تطول مشاعر الحزن لفترات طويلة ليعتبر الإنسان أن حياته لا طعم لها موحيا لنفسه إن وفاة ذلك العزيز هو نهاية الحياة، بحيث لا يتمكن من التمتع بحاضره لان جل وقته يقضيه ساهيا يفكر بالماضي وتتصارع في داخله مشاعر متباينة وينشغل ذهنه وتفكيره بهذه الحادثة مما يترتب عن ذلك تعطيل لقدراته ومهاراته الأخرى.
(3) السلوك:السلوك هو فعل يرافق الإنسان منذ الطفولة، فالطفل يشاهد في بداية حياته ما يفعله أبويه وأقاربه ثم يقوم بتقليدهم دون إدراك أن ما يفعله صواب أو خطأ، وهناك سلوكيات خارجية تتعلق بعلاقات الإنسان مع بيئته ومحيطه وهناك سلوكيات داخلية تعتري جسد الإنسان مثل الرعشة وزيادة ضربات القلب واحمرار الوجه، وأيضا هناك في المقابل سلوكيات سلبية وسلوكيات إيجابية، فعلى سبيل المثال الموظف قد يمارس بعض السلوكيات الخاطئة مثل التأخر عن مواعيد العمل والإهمال في تأدية المهام الوظيفية المرتبطة بعمله.

وقبل التطرق إلى أحد الأمثلة التي تبرز العلاقة بين التفكير والمشاعر والسلوك لابد من ايضاح أن كثير من مشاعر وأفكار الانسان هي نتائج مؤثرات وعوامل تؤدي لوجود هذه الافكار والأحاسيس في داخلنا، لكن نحن فقط من نملك إدارة الأفكار وغربلة المشاعر مهما كان دور المؤثرات الخارجية كالمستقبلات الخارجية ( الحواس الخمس) التي من خلالها ندرك ما يدور حولنا ونستقبل ما يحدث خارج عقولنا نتيجة التفاعل مع الأحداث والمواقف والمعلومات والأشخاص.

هناك الكثير من الأمثلة الدالة على علاقة التفاعل بين التفكير والمشاعر والسلوك فعلى سبيل المثال يدمن كثير من الأشخاص على عادة التدخين ويصبحون غير قادرين على الفكاك من هذه الممارسة السيئة بل يستسلمون بسهولة بمجرد رؤية حبة السيجارة.
ذلك يدفعنا للتساؤل عن تفسير هذا الأمر، فالحقيقة تقول أن المعلومات المنقولة بشكل مباشر إلى عقل الإنسان خصوصا إلى " الذاكرة"من خلال الحواس الخمس هيجت المشاعر المتكررة التي تشعر الإنسان بالراحة والإنتعاش وانضباط المزاج بمجرد رؤية السيجارة وهذا يدل على أن حجم تلك المشاعر ذا حيز كبير في ذاكرة الإنسان، وهي تجر معها فكرة جمالية التدخين والقدرة على نسيان الأحداث والمشاكل سواء في العمل والبيت بمجرد ممارسة هذا العمل ومن ثم يندفع المرء سريعا إلى الإمساك بالسيجارة وفي نفس الوقت يخلو العقل الباطن من وجود مشاعر الندم والتأنيب وكذلك يتناقص وجود الأفكار التي تبين أضرار وسلبيات التدخين.

كذلك فإن للتخيل الذي يعتبر أحد مكونات العقل الباطن دورا في استحضار الأفكار وتشكيل المشاعر ومن ثم القيام بعدة أفعال سواء أكانت إيجابية أو سلبية، فعلى سبيل المثال الشخص المتقدم لأي وظيفة فإنه يستعد لتلك الوظيفة بعدة وسائل ومن ضمنها تخيل ما هي الأسئلة والنقاط التي سيطرحها فريق المقابلة، فيعمل المتقدم على التفكير واكتشاف العديد من الأسئلة والنقاط، ثم يستعد استعداد كبير ويكثف جهوده نحو التركيز على المقابلة قبل فترة الامتحان، فيشعر مع اقتراب موعد المقابلة بالراحة والطمأنينة والانتباه والثقة بالنفس والتفاؤل لأنه على استعداد تام لهذه المقابلة مهما كانت الأسئلة ومهما كان فريق المقابلة، هذا ينعكس بدوره على سلوكه وتعامله مع فريق المقابلة من خلال تصرفات إيجابية عدة مثل الإبتسامة عند لقاء أعضاء اللجنة، المرونة في الإجابة على الأسئلة والقدرة على الإجابة السريعة وبثقة على تساؤلات اللجنة.

إذا المشكلة التي يكتشفها هذا المقال هو عملية الخلل الدائرة في عقل الإنسان والتي يعاني منها الناس لأن كثير منهم غير قادرين على الموازنة بين الأجزاء الثلاثة المكونة لنموذج المرسيدس: التفكير والمشاعر والسلوك، وهناك الكثير من الأمثلة التي تبين اختلال عملية الموازنة لدى كثير من الناس بين المشاعر والتفكير والسلوك ، فجزء من رجال الأعمال ينفقون جل حياتهم في التفكير بالمشاريع والاستثمارات مهملين أسرهم وعلاقاتهم الاجتماعية، وجزء آخر خصوصا فئات المراهقين والنساء يستنفذون كميات كبيرة من مشاعرهم وأحاسيسهم في العديد من المواقف الحياتية والأحداث اليومية دون الرجوع إلى التفكير والاعتماد على ما يشير به العقل الواعي، وهذا الخلل يعود بالأساس إلى جهل الناس وعدم وعيهم بكيفية التعامل مع مكونات العقل البشري من مشاعر وتفكير ومعرفة دوافع ومبررات هذه الأحاسيس أو تلك الأفكار.

إذا نحن بحاجة إلى إدارة واعية للمشاعر والتفكير والسلوك حتى ندفع بحياتنا إلى النجاح ونتجاوز كل العوائق والصعوبات وذلك من خلال امتلاك مهارات السيطرة الكاملة على المشاعر والافكار والسلوك والتعامل مع الأجزاء الثلاثة بصورة متجانسة، لأن كل جزء يؤثر في الجزء الآخر بالسلب أو بالإيجاب فإذا كانت المشاعر والأفكار باتجاه واحد فإن ذلك سينعكس على السلوك بحيث تصرفات الشخص ستكون في نفس الاتجاه وهذا يؤكد تبعية السلوك للتفكير والمشاعر، فلن يستطيع الإنسان عندئذ تحقيق النجاح أو الوصول إلى الهدف المنشود إذا لم يسعى لإحداث التوازن بين هذه الأجزاء وعندما يحدث الخلل في إحدى الأجزاء فذلك معناه فشل الإنسان في تحقيق ما يصبو إليه وما يتطلع لإنجازه.

كما إن الموازنة بين الأجزاء المكونة لنموذج المرسيدس ستمكن الفرد من إتقان عملية تحويل المشاعر السلبية إلى مشاعر ايجابية، بالإضافة إلى إدراك عملية تحويل الأفكار السلبية الى أفكار إيجابية والبحث عن حلول للمشاكل الناشئة وتسخيرها بما يحقق لنا ولمن حولنا الاستقرار والسعادة والإبتعاد عن المعاناة والخسائر المتكررة.

ولنفهم عملية تحويل المشاعر وتبديل الأفكار لابد من الإستناد على أحد الأمثلة الحية من واقع الحياة، فعلى سبيل المثال قد يتعرض أحد الأشخاص لحادث سير شنيع يخرج منه بأعجوبة، ولكن بمجرد تذكر الحادث رغم مرور فترات طويلة على وقوعه، تطغى على تفكير الإنسان مجموعة أفكار ومعاني ذات طابع سلبي حيث يتم استحضار الأزمة النفسية المفاجئة التي رافقت الحدث وما ترتب عليها من خسائر سواء اكانت مادية او جسدية، تلك الأفكار سيترافق معها مشاعر سلبية مثل الضيق والحزن على ما حدث والإحباط واليأس، وإن تكرار هذه الأفكار والمشاعر السلبية سيؤدي بمرور الزمن إلى انعكاسات خطيرة تتجلى في سلوك الإنسان الداخلي والخارجي وتظهر آثاره على الصعيد الاسري والمهني والمجتمعي.

وفي هذه الحالة يحتاج الإنسان لصياغة تفكيره من جديد حول هذا الموقف وإيجاد حلول مناسبة لما فعله ذلك الحادث من صدمات وأحاسيس متفرقة والسعي الحثيث نحو تصفية الذهن من الصور والرسائل السلبية، بالإضافة إلى استبسال الإنسان في عميلة دحر وتبديل المعتقد الخاطئ الذي نشأ وتكون مع مرور الزمن في خلايا العقل اللاواعي، وكل ذلك سيحتاج إلى قرار صارم وإجراء حازم.
وذلك لن يكون سهلا فلابد أن يبدأ الفرد أولا في عقد جلسة مصارحة طويلة مع النفس مليئة بالحوار والنقاش الداخلي وتجاذب الأسئلة وتنافر الأفكار واستخدام القلم والورق لتدوين ما هي سلبيات الحادث وما هي أضراره وما هي الخسائر بالتفصيل.

ومن الجانب الآخر عليه أن يحاول أيضا اكتشاف شئ مهم قد يغيب عن ذهنه في زحمة تفكيره ومشاعره السلبية ألا وهو إمكانية وجود إيجابيات لهذا الحدث الصعب، وربما يحاور ذاته مذكرا إياها بحدوث الخسائر، ولكن كان بالإمكان أن تصبح هذه الخسائر أكثر مما يتصور وربما حدوث الموقف سبب صدمة مكنته من معرفة الكثير من الحقائق الغائبة عن عقله والتي جعلته يدرك الأشياء بشكل أفضل وأحسن، ومن المحتمل أن يكون الحادث كشف لهذا الفرد عدة نقاط ومنها أن السرعة الطائشة والتهور وعدم الالتزام بقواعد المرور أسباب رئيسة لما حدث من أضرار وخسائر.

وتلعب عملية تسجيل تلك المعلومات على الورق دورا إيجابيا حتى تتلاشى معها أضرار وذكريات الحادث، بحيث يقوم هذا الشخص بإلغاء الورقة المحتوية على النقاط السلبية من خلال علامة اكس على الورقة وتقطيعها وتمزيقها وتكرار هذه الطريقة لعدة مرات، ومن جانب آخر عليه الاعتناء بالورقة ذات النقاط الإيجابية من خلال قراءتها بشكل مستمر ولفترة طويلة وتكرار فوائد الحادث وتعويد النفس على المراجعة الدائمة لهذا الموضوع .

بالإضافة إلى ذلك فإن مناقشة الآخرين حول الموضوع يعتبر نوع من الفضفضة النفسية والإستفادة من تجارب الآخرون وماذا حدث لهم من أحداث مشابهة حتى يستخلص الإنسان الصفات الإيجابية من الموقف الصعب ويغرس الأفكار الإيجابية في العقل ويقتلع الأفكار السلبية ويستبدل بأخرى إيجابية وندرك في النهاية بأن لا فائدة من الحزن والضيق عدا الأزمات وسلسلة من الأخطار القادمة فتتضخم بذلك المشاعر الإيجابية وتتصاغر معها المشاعر والأفكار السلبية، عندئذ يستغل ذلك الشخص وقته ويتجاوز الأزمة ويندفع نحو معترك الحياة بقدرات افضل أقوى ويصبح تفكيره وسلوكه في الطريق الصحيح، وبمرور الزمان سيجد ذلك الشخص تلك المشاعر والأفكار السلبية المتعلقة بالحادث تنكمش وتغدو ذات حجم صغير جدا في عقله وسيبقى الحادث مجرد ذكرى ماضية ودرس من دروس الحياة.

أخيرا يحتاج الإنسان إلى وسائل كثيرة ليتمكن من إدارة عقله وما يحتويه من مكونات وأيضا
لبناء التوازن المطلوب في الحياة، لأن هناك مجموعة من الأشخاص تتضخم في حياتهم المشاعر فتطغى على الجزأين الآخريين: التفكير والسلوك، كذلك يتأزم مستوى التفكير في حياة بعض الاشخاص لينعكس على حالة الإنسان الشعورية مما يمهد نحو إستبعاد الأحاسيس وإنكماش المشاعر في حياة الإنسان.

عندئذ نلجأ إلى نموذج المرسيدس لإحداث المعادلة بين المكونات الثلاث الرئيسية في حياة الإنسان : التفكير، المشاعر، السلوك، لأن هناك أشياء كثيرة في حياتنا تحتاج للتفكير والتدبر وليس لتضخيم المشاعر وتأزم العواطف، وأيضا ليس كل ما حولنا يعتمد على التفكير بل وجود العواطف أمر ضروري في بعض الحالات، أما وسائل تعزيز إدارة المشاعر وإدارة التفكير وإدارة السلوك فهي تعتمد على عدة مصادر منها القراءة المستمرة، دراسة الشخصيات وأنواع الصفات وكيفية التعامل مع المشاعر والأفكار، ودراسة اختلاف صفات الناس في مشاعرهم وتصرفاتهم وأخلاقياتهم، والتأمل في النفس وأحوالها والربط بين الأحاسيس والأفكار وما يرافقهما من علامات جسدية وسلوكيات متعددة.

بـقـلم : هـيـثـم البـوسـعـيـدي
للتواصل : haitham_sulieman2020@yahoo.com
كلمة شكر للدكتور / أسعد سعيد الموسوي لإمدادي بالمراجع الخاصة بإعداد هذا المقال، وكذلك لجهده الكريم في المراجعة العلمية لمقالي المتواضع