المـــرفــــأ الأخيـــــر
{همسات مدينة عربية}

تعاد إلـــيْ...
وأعلم أنك تهفو لطيفي...
وأنك كنت تحب ربيعي...
و تعشق صيفي...
وكنت لأجلك أقضي الشهورَ...
أصفف شعري...
أداعب حسني بمرآة عمري...
و أسكب عطري...
...ولما يحين لقاء الحبيب.ْ..
وتشرق شمسي...
ويقبل فخري و أنسي...
أراني أميرة كل العصور.ِ..
أرى الكون يرنو بوجد الي.ْ..
فتزهو بعز رياضي و دوري...
وكنتُ اذا ما التقينا...
همست اليك بغور الشعورِ..
وكنت تجيب...
بأن الحياة أمان و لهو.ٌ..
وأني خلقت لعيش الحبور ..ِ.
* * *
تعاد الـــي...
و فوق الجبين سنين السهر.ْ..
وفي نظرة العين يبدو الحنين...
لرقص العذارى و لهو السمرْ...
تعاد...
وقد مر صيفي...
بوادي الضجر.ْ..
فكم كنتُ حذرت من عودة..كالغريب...
و من دورة العمر..و المنحدر.ْ..
وكم كانت الأمسيات حبالى...
بهمس النذير..وعجز الكبر.ْ..
لأنك كنت ظننت الخلود...
لأنك كنت ملكت القمر.ْ..
و كنت منعت السحاب...
...وخصب المطر.ْ..
* * *
تعاد الي...كأن لم تكنْ...
ليبني الشعاع ربيع الجداول.ْ..
لتنمو السنابل.ْ..
لتشدو البلابل.ْ..
ليحيا الوطنْ \

عبدالله المؤدب البدروشي
{من ديوان الفجر على مشارف الوطن}