الأسْطورَهْ




* البَحْرُ اللّيلةَََََََََََََََ َ مَوْعِدُهُ


قدْ قيلَ اللّيلةَ َعَوْدَتهُ


الأمواجُ الشّرقية ُ ترْسِلـُهُ


وَ مدينتنا


قد قيلَ اللّيلة تغمرُها نسماتُ البحرِ


وقيل اللّيلة َ مرفؤها


تلك الأفلاكُ تزيّنهُ


قد قيل اللّيلة َ عودتـُها


وَ مدينتنا


كَمْ مِنْ ( مرّه ْ)


كذبَ الرّبّانُ


تصدّقهُ


وَ كعادتها في البعد ِ ستحرسُهُ


هيَ لمْ تنسَ البحرَ ـ المسكينةُ ـ في شغفٍ


تهوى الطّوفانَ وَ صاحبَهُ


هيَ لمْ تنسَ البحرَ ـ المظلومةُ ـ من أزلٍ


تهوى الطّوفانَ وَ تعبدهُ..





* وَ مدينتنا ..


عينُ المهجوِر مدينتنا


سِترُ المستورِ مدينتنا


في البُعدِ مُراسلة ٌ


قد ضمّتْ في الكون ِ البحرَ اقترفتْ بحرًا


نسجتْ عُريَ الدّيجورِ


مدينتنا ـ المسكينةُ ـ غارقة ٌ


في المدِّ المجزُورِ الملعون ِ وساوسُها


وَ مدينتنا..


من أجل البحر ِ


مقاومة ٌ


وَ مجاهدة ٌ


هيَ تعرفُ أنّ البحرَ وراءَ البحر ِ


مدينتنا ..


مَنْ راحَ يعلــّمهُم ْ


أ وراءَ البحرِ مدينتهم ْ


ما أتعسَ بحرًا بالمُدُن ِ الغرقىَ !!





* خرجتْ مِنْ عمق ِ الصّخرة ِ


إمرأة ٌ


نظرَتْ


عَبَرَتْ


بصمَتْ


رَسمتْ في الجوّ مدينتـَها


ما دامَ البحرُ اللّيلةَ َ عودتُهُ


دَنَسي ـ قالتْ ـ


مِلحٌ بَحْريّ ٌ سَوْفَ يُطهّرُهُ.







* في البحر المهجور استرقتْ بَحْرًا


أسْرَابُ النّورس ِ وَ اللّقلقْ


وَ مدينتنا ..


ترنُو في ذهْلٍ كلّ ُ عجائزها


تتساءلُ في حلم ٍ عن أحجار ٍ حرشاءَ


وَ عنْ سور ٍ يَهْوي جَوْفَ اللّيل ِ المُتساقطِ


كلّ ُ الأولاد ِ انتبهوا


وَ أرادوا رَسْمَ البحْرِ مكانَ البحرِ


بلون اللّيل ِ


بقربِ مدينتهم ْ


وَ مدينتنا في البُعدِ مُرابِطة ٌ


وَ مُسالمة ٌ


تُلقي بالأصواتِ التّحتِيَّةِ


في أسراب النـّوْرَس ِ وَ اللّقلقْ.






* وَ يُخيّمُ مثل اللــّيـْل ِ بأجنحةٍ


تتقاطرُ مَجْهُولا ً


تتدلىّ منها نَجْمَاتٌ كشباكِ الصّيدِ


تُريدُ قواربنَا


نجْماتٌ تزرَعُ ريحًا في الأكواخ ِ


وَ شِعرًا


نَجْمَاتٌ فاقــَتْ عَدّ َالأفلاكِ


لتفضَحَهَا


وَ مدينتنا مُسْتيقظَة ٌ


لتُرتّلَ آخرَ أمْوَاج ٍ


في سُرْعَة ِ بَحْر ٍ يُمليها.





* يحكي الأطفالُ


وَ تَحْكي الجَدّةُ قَبْلَهُمُ أُسطورتَنَا البَحْريّةَ َ


قالتْ:


كان البحرُ وكانتْ


كانتْ عذراءٌ ..


لَيلاهُ


وَ كان لها بَحْرًا


لا َ تسكنُ غَيرَ البحرِ وَ تعبدُهُ


في العمق ِ تغارُ منَ الأسماكِ


وَ مِنْ حُوتِ البحرِ التـّحْـتِيّ تغارُ


وَ مِنْ كلّ الأشواكِ


تخافُ على البحر ِ المملوء ِ


وَ تحْرُسُهُ


فَرَسيسُ مَدينتنا بحريّ ٌ


لا تنسُوا !


وَ رَسِيسُ مدينتنا عذريّ ٌ


لا َ تنسُوا !





* كانَ البَحْرُ المملوءُ


وَ كانَ الجَوْفُ


وَ طالَ الخوْفُ


كَسَا العذراءَ العُذرُ


فقالتْ:


كانَ البحرُ وَ كُنْتُ


سأملأ ُ هذا الجوفَ بهذا البحرِ


وَ أبني للأولادِ شباكـًا حَوْلَ مَدينتهـِم ْ


يَتَصاعدُ مِنْ أحْلام ِ الصّبيةِ كالدّخـّانِ ِ


وَ مِثـْـلَ سَحَابٍ سِحريّ ٍ


أحْلامُ الصّبيةِ بُرْكانٌ


قدْ تسكنهُ العذراءُ ـ تقولُ عجائزُنا ـ


وَ رياحُ المدّ ـ تـُـضيفُ الجدّة ُ ـ


في الأسطورةِ تَقهرُ رُبّانـًا


وَ مدينتنا ـ وَ كعادتها ـ في البُعْدِ مُراسلة ٌ


هيَ لمْ تَنْسَ البحرَ المنسيّة ُ ـ في ظـُـلـَم ٍ


تهوَى الطّوفانَ وَ صاحبَهُ


هيَ لمْ تنسَ البحرَـ المهجورة ُـ مِنْ قَمَرٍ


تهْوَى الطّوفانَ وَ تعبُدُهُ


أحلامُ الصّبية ِ بركانٌ


هَلْ فُجّرَ - في الأسْـطورَةِ - جـَدّتــَـنـَا ؟!





.....
.....