وأستودعك قلبي
كعذر الورد من رمق السحاب=أرى في نصف عذري غير مابي
وضعتُ القيد في رجليَ ليلي=فكبَّلني بأحزاني ركابي
بُعيد الغيم أوقفني خريفي=ليرجعني الشرود إلى السراب
وأدرأ عن ملاحقتي بكأس=سؤالَ التيه، أُفـْقِدُه ذهابي
وعندي من بقايا الحلم دلو=تحفَّتْ من ملاحقة الصواب
وكفي ما استفاقت منذ أمي=على شَعْرٍ يمشط لي إيابي
****=***
صباحي باكتهال الهم يصحو=وفي ليلي ينام فتى الخوابي
وبيني والسعادة ألف طفل=وفي صوتي يؤرجحني اضطرابي
بأيِّ يمامة يا وجهَ حظي=تجمِّلـُني لآتي من غيابي؟
فلا تغشى السبيل وفود لوم=ولا ساقي يجوس بها ترابي
وعزمي من فلول اليأس أعطى=إشارته ليرجع لي عذابي
ألم تأذن لأجفاني عيوني=بوضع الحلم في طي الضباب ؟
رأتني هكذا أنثى فمرت=بأقصى دمعة قبل الجواب
على حين ابتدأت أعير وجهي=مرايا، جمَّعتني من ثيابي
لأجل عيونها خضّرتُ شعري=ونعَّمتُ القوافي بالروابي
***=*****
رآني المغرب الأولى بوجه=أيممه غراما قد وشى بي
مساءٌ ذو قناديل وأنثى= وفنجان يقبله التصابي
وعطر شق خاصرة الأماسي=بورد فالتوى عنق السحاب
تطارحني اليمام، وغصن شوقي=تدلى قاب ثغرٍ من شراب
وعدتُ إليَّ مكتنز الأماني=وأيدي الشمس تعبث بالنقاب
بقيت معطل القاموس حتى =لمحت النهج في لحظ الكتابِ
معوق الجهر صوتي يا فتاتي=وحبل الصمت يُخنق بالعتاب
أنا من لاجئ ٍ وشريد ِ قلب =إليك وصلت والدنيا نصابي
فصبرا لا أرى للظن حقا=بوضع الشك في مرمى الصواب
بأقصى جرعة فاجأتُ كبدي=وما جاوزت مفترق التهابي
تسرَّب من دمي قلبي فأجرى=حياتي في وريدِكِ يا شبابي
هل الآمال تشفع لي بحب=لحيا النبض بيني وارتكابي؟
ـــــــــــــــــــــــ
9/5/2009