(( دال ))


دال .. هي الشعبة التي جمعتنا كزملاء دراسة و لازمتنا منذ المرحلة الإبتدائيَّة حتَّى إنهائنا المرحلة الثانويَّة
و من ثمَّ تخرُّجنا من مدرستنا المجيدة " مدرسة الثغر النموذجيَّة " بجدَّة ..
دعانا قبل سنوات الأخ الكريم " يوسف باناجة " إلى إفطار رمضانيٍّ مبارك و لقاء " إعادة لمِّ شمل " ففي ذلك كانت هذه القصيدة ..
و لمَّا أعيدت الكرَّة قبل أيَّام قليلة و التقينا مجدَّدا في منزل الأخ " يوسف " أيضاً طَلبَ مني بعضُ الإخوة أن تنشر " دال " لتتاح للقراءة دوماً ..
آمل أن تعجبكم الأبيات و أن تلامس بعضاً من الذكريات



جـادَ السّحـابُ فَوابـلٌ هـطَّـالُ =بالحُـبِّ يـومَ لقائـنـا يــا دالُ
نقلـت بواكـرُهُ إلـى رَوحـاتِـهِ =أنَّ الحدائـقَ حَيْثُـمـا نَنـهـالُ
أهدتْ لِذي الأشواقِ نَضـرَةَ قلبِـهِ =و يظُنُّهـا قلـبُ الخلـيِّ تُــذالُ
و النهر كالحبِّ الذي نَسمـو بـهِ =يَهـبُ الجَمـالَ و زائـرُوهُ نِهـالُ
ما نالَهُ و الـرَّوضُ مُحتفـلٌ بـهِ =وَهَنُ المَسيرِ و لا اعتـراهُ كَـلالُ
يا طيريَ الشَّادي أنيبُكَ عن دَمـي =ماذا بحضـرةِ مَـن أُحـبُّ يُقـالُ
أصفَيْتُهـم وُدِّي فمـن تَبعـاتِـهِ =أنِّـي يُسَيِّرُنـي الهـوى و الفـالُ
يا طير ليتَ من ارتضَيْتُ للوعتـي =سَكَـنٌ لنـا فبُعـادُهـم قـتَّـالُ
يـا دالُ ردَّتنـا إلـيـكِ محـبَّـةٌ =يَطغـى بألطـفِ شأنِهـا البَلبـالُ
و من المحبَّـةِ مـا يُلهَّـبُ إثـرَهُ =بردُ الحَشـا و تُقطَّـعُ الأوصـالُ
يا ثغرُ يا ثغـرَ التفـوُّقِ و العُـلا =أأظـنُّ فيـكِ تغيُّـراً و إخــالُ ؟
نُبِّئتُ أنَّ عرى المكـارمِ هُلهِلـتْ =و تبدَّلـتْ دونَ العَـلاءِ خــلالُ
فعلى مسارحِـكِ العتيـدةِ ظُلمـةٌ =و على الرِّيـادةِ وقفـةٌ و سـؤالُ
و على الملاعبِ وحشـةٌ و كآبـةٌ =هَمُلتْ و غابت خُضـرةٌ و ظِـلالُ
آهٍ لأيَّـامِ الشِّـبـابِ و صـفـوهِ =أيَّـامُ ينعـمُ حالُـنـا و الـبـالُ
أيَّـامَ نركلُهـا فنبعـثُ سِحرَهـا =و كأنَّنـا فـوقَ الحَبيـرِ خَـيـالُ
أيَّـام أقتحـمُ الصفـوفَ كأنَّنـي =خَلَـلَ الجـآذرِ ضَيْغَـمٌ رِئـبـالُ
في كلِّ دربٍ منكِ ذكـرى خُلِّـدت =طـابَ المـدى فتقـدَّمَ الخـيَّـالُ
و بكـلِّ طاولـةٍ لـديَّ قَصـيـدةٌ =و لَدى المُديـرِ عُقوبـةٌ و نَكـالُ
حيِّ العباقرةَ الأولي مـن فَصلِنـا =فـي كـلِّ مُنطلَـقٍ بهـم نَختـالُ
طـبٌّ و هندسـةٌ و عـلـمُ إدارةٍ =و هدىً و أهـلُ تجـارةٍ و رجـالُ
نُجباءُ فصلي كالشُّموسِ مُضيئـةً =دفءُ البسيطةِ و السَّنـا المُنثـالُ
حفظوا المطهَّرَ و الحَديثَ و أُشرِبُوا =أدَباً و أُشعِلَ فـي العلـومِ سجـالُ
يا يُوسُفَ الحسنِ ابتدرتَ إخاءنـا =فإذا الشِّتـاتُ تقـاربٌ و وصـالُ
حُلِّيتَ بالخُلُـقِ الرَّفيـعِ بَشاشـةً =فعلـى إهابِـكَ رَونَـقٌ و جَمـالُ
و سَبقتَ بالكـرمِ الـذي أوليتَـهُ =إنَّ التَّكـرُّمَ فـي الرِّجـالِ كَمـالُ
ناهيكَ عن شهـرِ الصّيـامِ فإنَّـهُ =تربُو الفضائـلُ فيـهِ و الأعمـالُ

شعر
زياد بنجر