كِبرِياء ..


..




مَرَّتْ ؛ وَ لِي فِي خَلوَتِي إِطراقُ=وَ تَبَسَّمَتْ فَتَوَهَّجَتْ أَحداقُ
اللَّهُ ! كَيفَ تَلاحَمَتْ نَظراتُنا=وَ كَأَنَّ بَينَ عُيُونِنا مِيثاقُ !
ناظَرتُها ؛ وَ الرُّوحُ تُومِي : ( أَمهِلِي )=وَ فَمِي يَصِيحُ : ( تَبارَكَ الخَلَّاقُ )
فَتَوَقَّفَتْ ما بَينَ بَينِيَ وَ الرُّؤَى=فَنَظَرتُ ؛ لَكِنْ زاغَتِ الأَحداقُ
مَدَّتْ جُسُورَ الشَّوقِ بَينَ رُمُوشِها=نَحوِي ؛ فَأَوهَنَ مُقلَتِي الإِرهاقُ
وَ تَنَهَّدَتْ ؛ فَالآهُ عَصفٌ بَينَنا=فَأَنا الحَرِيقُ ؛ وَ ثَغرُها الحَرَّاقُ
وَ تَسارَعَ النَّبضُ المُلِحُّ بِخافِقِي=إِمَّا تَسارَعَ قَلبُها الخَفَّاقُ
وَ لَمَحتُها ؛ كَالنُّورِ تَقتَحِمُ الدُّجَى=فَتَدُكُّهُ ؛ فَتُزَغرِدُ الآفاقُ
فِي دَهشَةِ الشَّفَتَينِ تُشرِقُ ضِحكَةٌ=ما مِثلَها فِي حُسنِها إِشراقُ
غادَرتُ ضِحكَتَها إِلَى وَجناتِها=فَذَهِلتُ ؛ كَيفَ تَنَضَّدَ الدُّرَّاقُ !
وَ عَلَى استِدارَةِ خَدِّها حَقلٌ مِنَ الـ=جُورِيِّ فاحَ ؛ وَ ما لَهُ أَوراقُ
فَجَرَرتُنِي جَرًّا لِجَنَّةِ نَحرِها=فَعَرَفتُ فِيمَ تُحِبُّهُ الأَطواقُ
مَرجٌ مِنَ النَّوَّارِ ضَجَّ كَأَنَّهُ=مِضمارُ عِطرٍ , وَ الأَرِيجُ سِباقُ
وَ تَزَحلَقَتْ عَينايَ فَوقَ خَمِيلَتَيـ=ـنِ ؛ وَ طافَ بِي بَينَ الكُرُومِ رُواقُ
فَتَشابَكَتْ فِيهِ العَناقِيدُ التِي=قَدْ أَثمَرَتْ , وَ تَدَلَّتِ الأَعناقُ
فَخَفَضتُ - رُغمَ الجَهدِ - عَينِي فانثَنَتْ=فِي خَصرِها فاهتَزَّتِ الأَشواقُ
خَصرٌ لَمَستُ الحَرَّ فِي جَنباتِهِ=فَرَمَى الشُّواظَ بِكَفِّيَّ الإِحراقُ
فَفَرَرتُ عَنهُ إِلَى صَقالَةِ رِجلِها=حَيثُ الجَمالَ تَؤُمُّهُ الأَذواقُ
إِذَّاكَ ؛ رُكبَتُها تَقَطِّرَ طَلُّها=فالماءُ فَوقَ لُجَينِها رَقراقُ
شَفَّ اصطِفاقُ الثَّوبِ عَنْ أَنوارِها=فَتَوَهَّجَتْ فِي مُقلَتَيَّ السَّاقُ
فَوَقَعتُ مَغشِيًّا عَلَى قَدَمٍ ؛ لَها=مِنْ خُطوَةِ النُّورِ العَمِيمِ بُراقُ
( فَلتَرفِقِي ) نادَيتُ ؛ رَدَّتْ : ( مُطلَقًا=إِلَّمْ تُطِقْ سِحرِي ابتَعِدْ ؛ يا عاقُ )
نَفَرَ الغُرُورُ بِكِبرِياءِ جَهالَتِي=فَمَضَيتُ عَنها , وَ الدُّمُوعُ فِراقُ
لَيتِي ؛ وَ لَيتَ الشِّعرَ نُدرِكُ أَنَّنا=مَهما تَجاهَلنا الهَوَى عُشَّاقُ