يَا وَيْلَ شَانِئَتِي مِنْ حَـرِّ قافِيَتِـي!!

نَاحَ القصيدُ وأدْمَى حِبْرَهُ الألمُ=لما حَدتهُ صُرُوُفِ الدهرِ نَحْوَهُمُ
وقَالَ لِي: مَهلًا عليَّ اليومَ شاعرتي= فإنني علمٌ تَسْمُو بِه قِمَمُ
لا يَسْقُطُ الشِعرُ مِنَّي فَوْقَ نائحةٍ=ثكلى تُزَامِلُهَا الأهْوَاءُ والتُهَمُ
فقلتُ: لا ورب البيتِ إن دمي=يغلي بنار عليهِ اليومَ تضطرمُ
يقولُ في ثقةٍ.. يَكْفِي مُهَادَنةً = لِجِيفةٍ صَرَخَت من نَتْنِهَا القيمُ
يا وَيْلَ شَانِئَتِي من حَرِّ قافيتي=ومن لهيب قصيدٍ نزفهُ حِمَمُ
لا تُحسنُ الفعلَ دومًا فهي تائهةٌ=ضاعت مبادئها واجتاحها القِدَمُ
جَوفاءُ, ليسَ لها من إسمها قِسَمُ =وليسَ يُلْجِمُها حِلٌ ولا حَرَمُ
ولا يُصَاحِبُها في غِيِّها رَشَدٌ=كلاَّ.. وليس لها عَهْدٌ ولا ذِممُ
عمياءُ, في دَمِهَا حِقدٌ يُحرَّضهُ=شرُّ السَرَائرِ والإيمانُ مُتهمُ
فليس يردعها دينٌ ولا خُلقٌ=كي تستقيم و يسمو للعلا القلمُ
لا تبتغي الحق دربًا أو تميلَ لهُ=بل تستقيد لروحٍ شفها السقمُ
قد شرَّق الشعرُ مني نحو سافرةٍ=بانت مساوؤها واشتابها الهرمُ
و ليس يعصمها مني سوى نفرٍ=عزَّوا علي وطاب العيشُ بينهمُ
قالوا: صَدَقْتِ بما أَوْلَيتِها فكفى =و ليَسْتَعِفَّ بيانُ زانه نغمُ
دواءُ كلِّ سفيهٍ في الدُنا وجعٌ = يكويه إن ركزت في القمةِ الهِممُ
فما عهدناكِ بنتَ الحاجِ هاجيةً=حتى وإن فَجَرَت في بغيها الرِمَمُ!!
فقلتُ: هاج قريضي حقدُ باغيةٍ=وحلقت في فضاه البوم والبُهُمُ
ولست أرفض يومًا نُصْحَكُمْ أبدًا=كي لا يخالطني الإعياءُ والندمُ
سأتبع النور كيما أستضئ به=و في العماء يعيشُ البائسُ القزمُ
ولست أفحش في الأشعار إن معي=ربُ الأنام كبيرٌ وهو مُنتقمُ