لكل واد دواء. ربما تكون حياة البوادي أقرب أنماط الحياة وأكثرها تواءما مع الفطرة والجبلة التي جبلت عليها النفس الأنسانية . وتاريخ العربي قبل وبعد بزوغ فجر الإسلام لأنصع شاهد وأسطع فرقد على ذالك.وكان العرب في زمن فطحل أهل مدر ووبر . بل لقد كان العرب بقضهم وقضيضهم أهل وبر في عصر لم تك هناك مدنا وأمصارا. لقد كانت مكة قرية رغم طابعها القدسي و شيوع إسمها على أنها أم القرى. وكذا كانت الحيرة حاضرة إقامة لملوك آل لخم وآل عباد. وظلت حالة البداوة الحالة الطاغية والطابع الوحيد والأوحد لأنماط عيش العرب وسنن عمرانهم. ولاءمت هذه الحالة وواءمت تلك السنة الطبع الفريد للإنسان العربي وطبعته على خير الخلال وجميل السجال وخلقت منه أعجوبة رجب. يعقوب القاسمي.