هي حيفا حبيبتي ....
الباحث الدكتور : عبدالوهاب محمد الجبوري

****
حيفا .. والكرمل ... والشطان
مصابيحُ أودت بها ريح الشتاء
عيون سمراء ، تتهاوى على الأجفان
حيفا ، محبوبة القلب والأحزان
يذوى رونق سحرها إذا صبّ اللهيب عليّ
يوم فراقها ، شوقا يشاطرني بوحها
اشتاق لظلها ، لأشرب من نهر الكُحل
أعوم في بحر عينيها
اضاءات تخطّ على يديّ مشاعلها
والينابيع المشردة
تلك التي اوحت إلى المطر
أن يفترش أوديتي
صرت لا اطرب إلا حين تبكي
ذات طوق هزّني شجاها
ثم حطمّت كاسي ، حرمّت خمري
حتى صار شعري غرّة البدرِِ
وترا يصدح في خصب الغيوم
وأمسى نديم العذارى في الخدور
شعاعا ، يدندن من ثريات في عرس الكروم
****
حيفا نديم غربتي ومداد أشعاري
أريدها كما رئتي
أضم بها هوى ساقيتي
وأملا من ضفافها
قناديلا لأشرعتي
احمل أغصان الزيتون واغرسها
فنارات استدل بها
على داليتي وأضرحتي
فتسير نحوها دموعي وأدعيتي
هي حيفا.. حبيبتي
أغازل وجنتيها
فارتقي قمم الكرمل بين راحتيها
كصوت أبي الذي رحل قبل المغيب
كدعاء أمي : أيها النحيب
كن ناعما ورقيقا كحلمي
كجدتي ...
لاذت حمائمها بأوردتي
لا أملّ درب غربتها
وقد غفا بهديل مزمار
هي حيفا.. حبيبتي
هذي عتبات مجدها
ازف ّلها نواعيري
اصوغ لها
شراييني وأوردتي
ارسمها مثل زهوي
اغرف لها من لظى شعري وانثره
فتورق من حرائقه
محطاتي وأسفاري
رحماك حبيبتي ، لا تغضبي
أنا لست ناكرا
لأعلّق تاريخك على الشجرْ
أنا جسدٌ من زجاج ، فكيف أرميك بحجرْ

*********
العراق في 17/ 5/ 2009

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي