توطئة :
ـــ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
ما اعتدت التمهيد بمدخل أو مقدمة لقصيدة من قصائدي إلا أنني هنا أحتاجها لا للتفسير و إنما للتحذير .

فأما قبل :
ـــــ
فقد غرر بنا فحملنا شعرنا فسقناه طوعًا إلى مجزرة أمير الشعراء فعدنا بقلوب دامية على حال الأمة و ترديها و هوانها , و لا عجب أننا أمة هانت لأننا أهنا و أذللنا ديوان العرب بالانتصار للذات و تقديم من لا يرقى على من هو أحق .

و أما بعد :
ـــــ
فنصيحة لكل شاعر يود بالمشاركة في هذه المهزلة التاريخية التي أطاحت بالشعر و الشعراء تحت مسميات الدعاية و التكسب و المصلحيات بأن يفكروا ألفًا قبل أن يخطوا مثل هذه الخطوة .
أقولها - و أقسم بالذي نفسي بيده - أنني دُفعت لها دفعًا من قبل شعراء و شاعرات رأوا فيَّ حلم أمة بالنهوض بالشعر , و أنني جدير بهذه الرسالة , فانتفضت فقلت : ( أنا لها , طال ما أن الأمر أمر شاعرية و نقد و حوار و ارتجال و أدب ) , على جهل تام بتفاصيل المسابقة المزعومة فأنا لم أر منها لحظة واحدة مما عرض في القنوات الفضائية , فكل ما نبغ إليَّ منها شكاوى المشتركين السابقين و تظلمهم فوددت أن أرد لهم اعتبارهم , و أن تكون الإمارة جديرة بمن يرتقي لها فكانت الصاعقة التي أحرقت كل شيء , لأن شيئًا مما تخيلت لم يحدث .
فليس للشاعر حق الرد أو الدفاع عن نفسه و شعره , ناهيكم عن الأسلوب السفيه الذي يتعامل به النقاد مع المشتركين و كأنهم متسولون على أبواب الإمارة .
هي حرب من طرف واحد يسلخون بها جلود الشعراء و يفتتون بها عظامهم .
فالمسابقة الموهومة : ما هي إلا مجزرة حقيقية للشعر و الشعراء , نصبت مذابحها ليخرج منها الشعراء مضرجين كسيرين أذلاء .
و إنني - و رب الكعبة - قد تفطر قلبي لما رأيت أصدقائي يهانون باسم النقد الجائر الذي لا يفقه زاعموه فيه و لا يميزون كوعه عن بوعه .
و قد - علاوة - تصدع فكري عندما رأيت رجالًا يبكون و يخرون صرعى تحت وابل الانتقادات الموجهة إليهم ظلمًا وبهتانًا .
شعراء فازوا بعشرات الجوائز الدولية و طبعت لهم عشرات الدواوين من قبل مؤسسات فكرية شهيرة
كتجمع البابطين و هيئة مسابقة سعاد الصباح و هئية مسابقة الشارقة و هيئة مسابقة المزرعة , و غيرها .. سقطوا كما يسقط المطر في الرمل فلا هو بنافع الأرض و لا هم بحائزين على ما قدموه شكرانًا .
و ما يهمني أن أقوله :
أخوكم الهزاع - عمر - لم يهن و لم يسكت على ضيم .
- برغم أنني تجاوزت المرحلتين الأوليين من المسابقة -
و لم أرض بما رأيت , فقد انتفضتُ فنقدت السيئات و السلبيات و الممارسات الخاطئة للجنة التحكيم علنًا أمام الكاميرات بقسوة و تجريم بائنين , فكان أنهم أطاحوا بي كما فعلوا مع جهابذة الشعر الذين تشرفت بمعرفتهم هناك إلى هاوية الخسران , فلم يسمحوا لحروفي بالمرور إلى المرحلة الثالثة خشية أن أهد عليهم نصب الجهل التي أرهبت الشعراء .
فعدت حاملًا كلوم حرفي بعد أن عرفت ألَّا أمير إلَّا من يؤمره شعرُه , و أن مدعي الأدب هم قشور و فقاعات جوفاء لا تقدم و لا تؤخر .
و لكن ما يحز في النفس رؤية الشعراء الذين لم تصمد ثقتهم بأنفسهم فتحطموا و أعلنوا استقالتهم من عالم الشعر و قدموا له اعتذارًا بعد تجارب شعرية ربت على 25 عامًا و هم يذبون عن شرف الكلمة و يحملونها نبضًا في أوردتهم .
أقول مواسيًا و شاجبًا و ناصحًا و مبينًا :