مَفعُولٌ عَكسِي ..



..










وَ مَضيـتُ بِخـوفٍ وَ ذُهـولِ
وَ بِقلـبٍ هــارٍ مَكـبـولِ
أَسألُهُ النَّجـدةَ ؛ وَيـحَ فَمِـي
كَيـفَ استَنجَـدتُ بِمَخبـولِ
فَلَقِيـتُ حُـشـودًا واقِـفـةً
تَنتَظِـرُ بِــدَورٍ مَـوصـولِ
تُشبِـهُ طـابـورَ مُؤَسَّـسَـةٍ
تَستَجِـدي جُـودَ المَـسـؤولِ
الغُـرفَـةُ تَحـكِـي قِصَّـتَـهُ
مـا بَيـنَ دُفـوفٍ وَ طُبـولِ
وَ حِـرابٍ رَتَّبَـهـا شَفـعًـا
بِـرُفـوفٍ تَغـفُـو بِفُـلـولِ
وَ بُخـورٍ فــاحَ بِمَـوقِـدِهِ
وَ طلاسِمَ فَوقَ " الكَشكـولِ "
وَ قَوارِيـرٍ صُـفَّـتْ صَـفًّـا
تَدرِيجِيًّـا حَـسـبَ الـطُّـولِ
فَدَلَفـتُ إِليـهِ ؛ فالتَمَـعَـتْ
عَينـاهُ كَسَـيـفٍ مَسـلـولِ
قالَ : ( ابدأْ سَردَكَ ؛ وَ استَعجِلْ
هَاللَّـهَ اللَّـهَ بِمَشـغـولِ ! )
( قالُوا لِي ) - قُلتُ لَهُ - ( إِنِّي
أَحتاجُ لِسِحـرِكَ ؛ قالُـوا لِـي
فَأَتَيـتُ أَبُـثُّـكَ مُشكِلَـتـي
أَبحـثُ عَـنْ حَـلٍّ مَعـقـولِ
فِي الحُبِّ - أَنا - لِـي مَسأَلَـةٌ
يـا شَيـخُ ؛ أَضَـرَّتْ بِعُقـولِ
أَرجُوكَ ؛ احلُلْهـا تَلْـقَ فَمِـي
بِالشُّكـرِ , وَ كَفِّـي بِقَـبـولِ
مُعضِلَتـي بِـنـتٌ أَعشَقُـهـا
بِهَواهـا قَــدْ زادَ نُحـولِـي
أَهوَى عَينَيهـا ؛ يـا شَيخِـي
عَيناهـا تَفـتِـكُ بِالـغـولِ
وَ لَهـا مِـنْ أَبيـضِ خَدَّيهـا
ما يُشبِهُ حَلـوَى " المَعمُـولِ "
وَ الثَّغـرُ كَـأَنَّ بِـهِ خَـمـرًا
يَلـتَـذُّ بِـرِيـقٍ مَطـلـولِ
فاجمَـعْ قَلبَينـا كَـي تَحظَـى
بِكُنُوزٍ تَلمَعُ كَـالـ" لُولِـي " )
إِذَّاكَ اهـتَــزَّ بِجِلـسَـتِـهِ
مِنْ تَحتِ " الجُبَّـةِ " كَرَسـولِ
وَ بِصَـوتٍ دَمـدَمَ أُحجِـيَـةً
قُـدَّامَ الـنَّـارِ كَبُهـلـولِ :
( ها ؛ دَبرا ؛ كَدَبرا ) ثُمَّ عَـوَى
وَ افـتَـرَّ بِـنـابٍ مَـبـزولِ
وَ رَمَى لِـي حَبًّـا مِـنْ هـالٍ
مَعْ بَعضٍ مِـنْ حَـبِّ الفُـولِ !
قالَ : ( انقَعْها مَـعْ صُرصـارٍ
أَو ضَـبٍّ أَسـوَدَ مَشلـولِ !
وَ امزِجْهـا بِنُخـاعِ حِـمـارٍ
مَعْ كُوبٍ مِنْ بَـولِ خُيـولِ !
وَ اخلُطْهـا مَـع زَيـتٍ حـامٍ
فِي " طِستٍ " مَع بَعضِ كُحُولِ !
وَ صُواعٍ مِـنْ " سَنخَرَبُـوطٍ "
مَع مِثـلٍ مِـنْ " حَنزَلَبُـولِ " !
وَ قَليـلٍ مِـنْ كَبِـدِ خَـروفٍ
وَ احفَظْها فِي مَعـيِ عُجُـولِ !
وَ اشرَبْهـا فِـي كُـلِّ صَبـاحٍ
أُسبوعًا ؛ ثُـمَّ سَتَدعُـو لِـي !
فَجَمعَتُ الوَصفَـةَ فِـي سَنَـةٍ
وَ شَرِبـتُ نُقُـوعَ المَحـلـولِ
فَوَقعَـتُ وَ دارَ الكَـونُ عَلَـى
يافُوخِي , وَ هَوَيـتُ بِطُولِـي !
فالواضِـحُ أَنَّ الوَصفَـةَ قَــدْ
فَعَلَتْ بِـي عَكـسَ المَفعـولِ !
وَ الآنَ ؛ أَخُـطُّ لَكُـمْ شِعـرِي
مـا بيـنَ أُفُـولٍ وَ ذُبُــولِ
مِـنْ غُرفَـةِ إِنعـاشٍ أَحكِـي
عَـنْ قِصَّـةِ صَـبٍّ مَخـذُولِ