الهارب...


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


رن صوت المنبه مدويا هذا الصباح...ولأن الحركة متوقفة صباحا باكرا..بات الصوت مزعجا على غير عادته....
المشكلة أنه لا يعرف الطريق إليه فساعته البيولوجية تكفيه, تلك الساعة التي توقظه كل يوم ولاتوقظ من ربطها ! يا لابن لايعي المسؤوليه أبدا!!إلى متى يربط له مواعيده ويرتب له حياته؟
إنه جيل كسول متقاعس مهمل...
حتى هو أيضا,لا يستطيع القيام من فراشه فقد خدره النوم والنعاس حتى الهذيان....
يبدو أنه لا يريد أن يعرف ما عليه من أشغال هذا الصباح...ما إن يبدأ هذا اليوم التعيس حتى يجد نفسه كما دوما بين السعادة والحزن بين التعاسة والفرح بين الحبور والانقباض لا يدري ما هذه العشوائية الشعورية التي يحيا فيها...كأوراق مكتبه تماما...لا تترتب إلا نادرا...
تغلفه بعنف .. تجعله يشحذ بعض مشاعر جميله يجدها في الوجوه ما إن يشكو أمره إليها حتى ترتد إليه حسرة جديدة...
فعلا يشعر بفوضى حسية وشعورية غريبة....
مازال المنبه يرن بضوضاء قاتلة...
صرخ:
-لا أحد هنا؟ أغلقه يا سامي ...المنبه....

-أتعبتنا بنومك الثقيل يا للهول لا إحساس لا مسؤولية, لا ساعة بيولوجية في العقل نقرأ ما يفيد ...نرمي وراء ظهرنا كل ما عرفنا لأننا نريد أن نكون نحن فقط.......
تجول في المنزل فلم يجد سوى نفسه فقط ..ورائحة النوم تعبق في المكان حتى كاد يتقيأ ..فتح الشبابيك والأبواب ....
رن جرس الباب..فترافقا معا....
وأخيرا ....
بقي صوت واحد...
نظر من العين السحرية...!!
-يا للهول... هو هو بعينه...
ما الذي أتى به إلى هنا؟.
أتراه عرف؟ هل زوجته أخبرته بــ ؟؟؟ لا مستحيل....وهو الذي وضع ألف إشارة استفهام لعدم اقتراب هذا الواقف وراء تلك العين الجاسوسية, من شخصه رغم محاولته مستميتا أن يقيم علاقة تجارية معه!! ربما معه حق ..فقد ثأر لهذا التصرف التافه بحمق وسفالة...
نظر من جديد...ومازال الجرس يرن بإصرار
-نظر من جديد لا يقوى على فتح الباب...
لا ليس هو إنه أحمد نعم أحمد...
أتراه عرف أنه راهن التجار على أن يفقده أمواله بكسر الأسعار والبيع بخسارة حتى الاستسلام؟ كيف اشترى السوق لحسابه؟
ما يعلمه جيدا أنه هو سيد السوق فقط بلا منازع...هو من جعله يأكل ويشرب ..كيف ينفصل عنه ويصبح منافسا بعنف؟؟؟لجميل هو قانون الحرب عندما يدهس المتمردين....
لا ليس هكذا...
أنا مظلوم...نعم مظلوم ...كلهم صعدوا على أكتافي....ليس خطا أن نحب المال.. بل الخطأ ألا ننفقه في سبيل الخير,والفقر هو فقر العقل...وأنا ذكائي يكفيني..فليذهبوا للجحيم ....
نظر من جديد...
لا أنه....جمال....لا ليس هو..إنه...
فرك عينيه جيدا...

وخطر في باله فكرة جهنمية...
قطع عن المنزل المدد الكهربائي... ...وعاد للنوم من جديد....
فرن الجرس بقوة صارخة................
فقفز مذعورا.....!!!!!

أم فراس 28-4-2009