ثأرُ الهَوى ..

...






وَخطُ المَشِيـبِ خَشِيتُـهُ فَنَمـا


وَ رَبا عَلَـى فُـودَيَّ فَازدَحَمـا


فَرَضَختُ - لَكِنِّي عَلَى مَضَضٍ -


وَ مَضَيتُ - لَكِنْ بِالهَوَى - قُدُمـا


أَستَمطِـرُ الأَحـلامَ مِـنْ خَلَـدٍ


ضَجَّتْ بِـهِ الأَوهـامُ فَاحتَدَمـا


فِي مُهجَـةٍ لِيكَـتْ حَشاشَتُهـا


وَ فُلُـولِ قَلـبٍ لِيـمَ فَانهَزَمـا


مَـرَّتْ فَأَلقَـتْ لِـي حَبائِلَـهـا


فَاصطَادَتِ القَلبَ الذِي انقَسَمـا


عُصفُـورَةٌ غَنَّـتْ عَلَـى لَهَفِـي


فَجَذَبتُ مِنْ وَتَـرِ المُنَـى نَغَمـا


لَحنًا بِلَثغِ الـرَّاءِ قَـدْ صَعَقَـتْ


سَمعِي بِـهِ لَمَّـا بِـهِ اصطَدَمـا


عَينـانِ شَهـلاوانِ ؛ أَمطَـرَتـا


شُهُبًـا , كَأَنِّـي بِالغَمـامِ هَمَـى


خَدَّانِ ؛ فِـي شَغَـفٍ لَثَمتُهُمـا


فَتَوَرَّدا - يا شِعـرُ - فَاضطَرَمـا


شَفَتانِ حَمراوانِ ؛ مُـذْ رَشَفَـتْ


شَفَتايَ خَمرَهُمـا أَضَعـتُ فَمـا


صَنَمانِ مِنْ خَـزَفٍ ؛ عَشِقتُهُمـا


مَا خِلتُ يَومًـا أَعشَـقُ الصَّنَمـا


حَرَمانِ ؛ مـا اطَّوَّفـتُ حَولَهُمـا


إِلَّا وَ زُرتُ بِحَـجِّـيَ القِمَـمـا


جِيدٌ مَرِيدُ الصَّرحِ ؛ شَـلَّ فَمِـي


لَمَّـا عَلَـى بِلَّـورِهِ ارتَطَـمـا


يا شِعرُ ؛ شَعـرٌ عَسجَـدِيُّ رُؤَىً


فَوقِي هَـوَى فَهَوَيـتُ فَاقتَحَمـا


ضَيَّعتُ فِي يَدِهـا حُـدُودَ يَـدِي


وَ ازدَدتُ - بَعدَ ضَياعِها - نَهَما


يا شِعـرُ ؛ كَيـفَ أَخُـطُّ قَافِيَـةً


وَيحِي ؛ فَقَـدتُ الحِبـرَ وَ القَلَمـا


فَالشَّيـبُ أَلقَانِـي إِلَـى خَـرَفٍ


فَاطَّـايَـرَتْ أَيَّامُـنـا وَهَـمـا


وَ الوَخطُ يَعصِفُ لَا بِعُمـرِيَ بَـلْ


بِهَـوَى فُؤَادَينـا مُـذِ التَحَمـا


فَيَـرُدُّ كُـلًّا نَـحـوَ حَيـرَتِـهِ


وَ يُذِيقُنا مِـنْ قَهـرِ مَـا ظَلَمـا


غَـدرُ الهَـوَى ثَـأَرتْ مَخالِبُـهُ


فَأَثارَ فِي جُـرحِ الجَـوَى أَلَمـا


يا شِعرُ ؛ كَيفَ اسطَـاعَ مِيسَمُـهُ


حَرقِي ؟ وَ رَغمَ الشَّيبِ أَنْ يَسِما !


حَتَّـى غَـدَوتُ اليَـومَ أَسأَلُـهُ


عِشقًا بِشِريانِـي يَضُـخُّ دَمـا !


بِالأَمسِ ؛ أَذكُرُهُ وَ قَـدْ ضَرَعَـتْ


كَفَّاهُ تَرجُـو مِـنْ يَـدِي كَرَمـا


فَأُطِـلُّ مِـنْ شُبَّـاكِ ذاكِـرَتِـي


لِأَرَى هُنـاكَ شَبابِـيَ انصَـرَمـا


وَ تَمَنُّعِـي وَ عِـنـادَ أَخيِلَـتِـي


أَلَّا تَــراهُ بِلَيلِـهـا نُجُـمـا


وَ مُـحـاوَلَاتٍ مِـنـهُ آمِـلَـةً


جَـرِّي لِعِشـقٍ طَالَمـا زَعَمـا


وَ أَعُـودُ مُتَّكِئًـا عَلَـى زَمَــنٍ


بِالشَّيبِ أَدرَكَنِي , فَمـا رَحَمـا


لِأَرَى السِّنِينَ هُناكَ قَـدْ عَبَـرَتْ


وَ أَرَى هُنا عُمرِي وَ قَـدْ هَرِمـا


وَ أَرَى الهَوَى - إِذَّاكَ - فِي غَضَبٍ


يَنقَضُّ - وحشًا - عِندَما هَجَمـا


فَالآنَ ؛ أَستَجدِي الهَـوَى رَغَمًـا


عَمَّـا جَزانِـي بِالنَّـوَى غَرَمـا


لِلَّـهِ أَيَّـامُ الشَّبـابِ ؛ مَضَـتْ


فَسُقِيـتُ بَعـدَ تَدَلُّلِـي نَـدَمـا


تَبًّـا ؛ رَمانِـي بِالهَـوَى زَمَنِـي


وَ تَآمَـرَ الـضِّـدَّانِ فَانتَقَـمـا


يا شِعرُ ؛ قُلْ لِلغَادِرَيـنِ : ( أَنـا


أَرجُوهُما تَشيِيـدَ مَـا حَطَمـا )


وَ سَلِ الهَوَى صَفحًـا لَعَلِّـيَ قَـدْ


أَبنِـي جِـدارَ العُمـرِ إِذْ هَدَمـا


قَسَمًا ؛ إِذا مَـا رَدَّ لِـي عُمُـرِي


أَسكَنتُهُ فِـي خَافِقِـي , قَسَمـا