الكلمة العاشرةورد وصف الله تعالى بأنه قادر في سبع مواضع؛ ثبتت ألف في أربعة منها؛
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف قادر
في قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ ءايَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ ءايَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (37) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَـاـتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ(65) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَـاـوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّـاـلِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا(99) الإسراء.
وفي قوله تعالى: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ(8) الطارق.
في هذه المواضع الأربعة وصف تقريري من الله تعالى لنفسه؛
بأنه قادر على أن ينزل آية،
وأنه قادر على أن يبعث علينا عذابًا،
وأنه قادر على أن يخلق مثلنا،
وأنه قادر على أن يرجع الإنسان بعد موته؛
فقدرة الله تعالى مستمرة فيه وله، فمتى شاء فعل كل ذلك؛
فلقيام القدرة فيه سبحانه وتعالى ثبتت ألفه.
وحذفت ألف "قادر" في ثلاثة مواضع؛
في قوله تعالى: (أَوَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَـاـوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَـاـدِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلـَّاـقُ الْعَلِيمُ (81) يس.
وفي قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَـاـوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَـاـدِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(33) الأحقاف.
وفي قوله تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَـاـدِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى(40) القيامة.
في هذا المواضع تذكير من الله تعالى بقدرة له سابقة بخلقه للسموات والأرض اللتين هما أعظم من خلق الإنسان.
وتذكيرهم بأنه خلق الإنسان من نطفة ثم من علقة ثم سواه إنسانًا كاملاً
فكيف يعجز عن خلق مثلهم؟!، أو يعجز عن إحياء الموتى بعد أن أوجدهم من عدم؟!.
هذه التذكير بصفة لله ثابتة له سبحانه وتعالى، دل عليها ما قد عرفوه من خلق السموات والأرض، وخلق الإنسان من نطفة ثم من علقة، فالحديث هو عن أمر سابق
وكان الاستفهام في هذه المواضع استنكارًا وتقريعًا لمن أنكر قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، أو خلق الله أمثالهم، وعلى المجيب أن يقرر.
والرد على هذا الإنكار؛ بلى هو الخلاق العليم، وبلى هو على كل شيء قدير، وبلى هو القادر على إحياء الموتى ... فمن السنة أن يقول القارئ والسامع بلى، أو سبحانك وبلى، أو سبحانك فبلي؛ جواب إقرار بقدرة الله؛
فلما كان السؤال فيه طلب الإقرار بما علموه من قدرة الله تعالى، وجعل تقرير ذلك إليهم؛ حذفت الألف، وفي ذلك إنكار شديدة عليهم، وأشد مما لو ثبتت الألف على ان الإقرار من الله تعالى سواء أقروا بذلك أم لم يقروا.
والله تعالى أعلم.