ارتدى دكتور محمد بدلته الكحلى المفضله لديه – تحتها قميص ازرق فاتح وكرافت ذات الوان متداخله وان كان يغلب عليها اللون الازرق – ونزل من منزله وهو فى كامل اناقته – ركب سيارته وتوجه الى الجامعه حيث يعمل استاذا فى علم الاجتماع – تجمع طلبة الصف الثالث فى الكليه وتدفقوا على قاعة المحاضرات حتى استغاثت القاعه وابت ان تقبل المزيد من الطلبه --- دخل دكتور محمد الى القاعه فسادها الصمت من جانب الطلبه فى انتظار ان يبدأ الدكتور فى القاء المحاضره التى ينتظرها الطلبه ويحرصون على سماعها لما يميز الدكتور من لباقه وسهوله الشرح –كان موضوع المحاضره عن الاسلوب الامثل لا دارة الاسره وتربية الاولاد – وبينما هو منهمك فى الشرح سمع همسات وهمهمه وشاهد نظرات احتجاج فى عيون بعض الطلبه – توقف الدكتور عن الشرح وتحدث الى الطلبه مستفسرا عن سبب هذا اللغط وتسائل هل هناك جزء غير مفهوم في المحاضره يحتاج الى اعاده فى الشرح ؟ -- بعد سكون وصمت قليل تشجعت احدى الطالبات وقالت كيف نطبق ماشرحته لنا يادكتور والخلافات الزوجيه لا تنتهى – كل يريد ان يفرض سيطرته ورأيه على الاخر – الزوج يقول انا رب المنزل وعلى الزوجه الطاعه – والزوجه تقول ده كان زمان -- لن اكون مجرد كائن بالمنزل مهمته الخدمه وتلبيت رغباتك – المرأه الان متعلمه ومثقفه ولها كيانها وو صلت الى اعلى المراتب الوظيفيه – ويستمر النقاش الى ما لا نهايه – فكيف تستقيم الحياه فى مثل تلك الخلافات ولمن تكون السيطره والاداره فى عصرنا هذا – طلب الدكتور من الطالبه الجلوس وقرر ان يخرج قليلا ان المقرر فى المحاضره وقال للطلبه – للاسف معظم الازواج لا يعرف ولا يفهم حقوق وواجبات الزوج والزوجه حسب ما جاء فى ديننا الحنيف – لكن لن اتحدث من الناحيه الدينيه فأنا افضل ترك تلك الامور الى رجال الدين –وايضا لكى يكون الحديث موجه الى كافة الطلبه بأختلاف معتقداتهم الدينيه – الحل عندى فى فهم تطبيق جمله صغيره – وهى ( ديمقراطية الحوار-- ودكتاتوريه القرار ) بمعنى على الزوج ان يستمع الى آراء زوجته فى المواضيع التى تخص الاسره – يستمع بعقل وقلب مفتوح واستعداد نفسى لتقبل رأيها اذا اقتنع به ووجده فى صالح الاسره – هكذا تكون ديمقراطية الحوار—هكذا نشعر الزوجه بأهميتها وبأنها ليست مجرد كائن بالمنزل -- ولا مانع ابدا من الاخذ برأيها اذا وجده الزوج رأى سديد – لكن يجب ان يكون القرار من الزوج لنحفظ هيبته امام الاهل والاولاد-- ولا يجب ان تتباهى الزوجه بأن هذا رأيها -- وعلى الجميع الطاعه دون تذمر وهكذا تكون دكتاتورية القرار—الزوج يستمع ويستشير لكنه هو صاحب الكلمه الاخيره فهو رب الاسره والمسؤول الاول عنها – وهذا لايعيب المرأه فى شىء وقبل ان يتعمق دكتور محمد فى الشرح – انتهى زمن المحاضره فسمح للطلبه بالانصراف متمنيا لهم حياه اسريه سعيده