لمّاالقمر بيموت…
ديوان شعربالعاميه ل/عبدالحميد احمد علي.
……………..................
مدخل لقراءة الديوان.......بقلم/حمادة القاضي
ان من يقرأ عبد الحميد احمد علي..لا يجد صعوبة في هضم تلك الاشعار..
فهي تظهر وكأنها سهله واضحة المعالم..ليس بها أي جهد او معاناه
وذلك لان...
1 –الشاعر يستدم اللهجه العاميه المتداوله في حيا تنا اليوميه..ويقولها الدهماء
2-تركيز الشاعر علي اشياء موجوده بيننا نراها دوما في اكثر من مكان
3- ثقافة الشاعر الشعبيه وما يمتلكه من موروث شعبي يؤهله الي ذلك
ولكن من يتأمل هذه الابيات البسيطه..
تدخله في التو واللحظه الي عالم الدهشه..
وكأنه يسمعها للمرة الاولي...
انظر الي اول قصائد الديوان.....
."لا في يوم حسيت اني انا عيل بين الوليدات...
ولامرة طمعت في حاجه مش لي"
هذه الكلمات التي يتفوه بها الكثير ...تأملها ..
تجد فيها صوره شعريه غاية في المتعه..وكأنها تسمع للمرة الاولي
2................قد تبدوالقصائد هادئه..تمشي علي نغمه واحده.
.ولكنه هدؤ من انهكه الجري خلفها ليعيد رسمها من جديد..
وذلك لان الشاعر..لا يقطف المشهد الشعري فور اشتعاله..
ولكن ينتظر حتي يهدأ وترمد..
ثم يعيد بناؤه بعد تنقيته وأضافة رؤاه وطرح بعض الاسئله التي تختبئ خلف الابيات دون المباشره...
انظر الي ختام القصائد وبعض العناوين
وحتي عنوان الديوان..
"اتكلفت جوه حاجاتي المرميه..جنب أي رصيف..بلا لون بلا ديه.."
3-رغم" حالة الهزيان"التي تسبق موت القمر..
"والمد والجزر"..وبين "الوجع والانكسار"...اري الشاعر يعيش الحياه
منكسرا ذليلا...مستسلمه اشرعته لمقادير الحياه..
.ليس استسلام العاجزالذي لم يدخل في التجربة بعد....
ولكن استسلام المهزوم..وهو لايترك هزيمته
تمردون تسجيل لرفضه لما يجري حوله وداخله
وكان من شأنه افساد التجربه...وكأنه كان امرا طبيعيا لها الفشل..
لذا تبدوا اغلب قصائد الديوان
مستسلمه..لكنها لا تخلو من المشاكسه والتعليق..
واعلان حالات الرفض والتبرير......"يمكن تنحني..يمكن تبيع...لجلن م غيرك يعيش"
4-وبين قصائد الديوان التي تتآلف مع بعضها
وتعزف نايا حزينا تخرج علينا قصيده غريبة الجناس والاطوار
شاذه عن باقي الديوان
"البنت الاروبه"..
يعيش الشاعر فيها حالةمن العشق مختلفه تماما بمفردات عصريه.
.وروح صبيانية..خفيفه رشيقه..سرعان ما تختفي وتذوب
وكأنه شعر بذلك.....
5-لا ضياء يضئ جوانب ذلك الشاعر في الحياه..
وحتي الضياء الوحيد يأتي من "اللمبه الجاز"...
تلك القصيده التي اعتقد انها من اقدم قصائد الديوان
فهي قبل دخول الكهرباء الي القري والريف في جنوب الصعيد.
.تلك الحقبة التي بعد انتصارات اكتوبر..73
وهي قصيدة انتظار للتفسير
..الذي سبقه الحلم...الخارج بين صهد وشبوره.
.وعين مترمده..ضيقه..غير قادره علي الابصار.
.وجسد منهك ..هش العظام...غير قادر علي القيام.
.فتتبدل الوجوه وتختلط بالام والاوهام..والانسان البسيط مازال ينتظر تحقيق الحلم.
.الذي يتلخص في ثلاث مفردات
غايه في الاهميه والدلاله.
..." كسره....لحاف..سريرهزاز".الاولي تقيه جوع سنوات مضت
..والثانيه..تقيه برودة وخوف من القادم..
والثالثه..للراحه من الكد والشقاء..ومازال الشاعر ينتظر....
.دليل علي انه لم ير ذلك تحقق حتي الان....
6- رغم وحدة الشاعر واصراره علي الوحده...
وكأنها ايضا مفروضه عليه ..
نابعه من عدم التآلف مع الاخرين..
وعلي العكس تماما نجد الشاعر
يتآلف مع صديق له فيصبح توأمه
وتتجلي تلك الحميميه في القصيده المهداه الي "حسن ابو المجد"
"الزيت ان عازه البيت..يحرم..علي كل الناس..يا حسن الاك"
7- وفي النهايه
يأتي الجواب عن السؤال الذي كان يختبئ خلف عنوان الديوان..
.ماذا يحدث بعد موت القمر...؟هي اخر قصائد الديوان
توهه...
توهه وسكة سفر...
ورحلة مبتنتهيش...
دوامه تلف بينا
من شط لأي مينا
واحنا....اذاي نعيش

...........................................