اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد قصاب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
استاذنا كيف تقييم المراة وكيف تقييم الر جل عبر معطيات الحاضر ؟ وبكل صراحه هل انت راضٍ عن مسارهم:
الاجتماعي والعائلي والثقافي؟
الأستاذة الفاضلة / رغد قصاب
طبعا الإعتذار عن تأخري في الرد لاتكفيه كل كلمات الإعتذار ولكن كنت قد نويت أن أنتهي من الإجابة على كل المداخلات إلا أن سؤالك الصعب صرفني عن الإستمرار في الرد لأنه يحتاج إلى تفكير عميق وتركيز شديد ، واستدعاء لصور كثيرة تحتاج إلى وضعها جنبا إلى جنب .. كل في موضعه الصحيح لتعطينا الصورة الحقيقة لتلك العلاقة الأبدية بين المرأة والرجل .
وحقيقة أنا أتعجب أشد ما يكون العجب من هؤلاء الناس الذين يريدون دائما أن تتوتر العلاقة بين الرجل والمرأة .. ويبحثون عن كل ذريعة تؤدي بهم إلى ذلك .
ورغم أن دور المرأة والرجل معروف بالفطرة ولايحتاج إلى جهد جهيد للتعديل على هذه الفطرة التي فطرنا الله عزوجل عليها .. إلا أن الكثيرين يغالطون أنفسهم ويغالطون الفطرة ويغالطون الطبيعة ويغالطون حقائق العلم والطب .. والأهم من ذلك يغالطون فقه الواقع الذي يرسم لنا بدقة التقييم الحقيقي لدور المرأة ولدور الرجل في الحياة وفقا للنظريات المختلفة .. فلن تفلح كل نظريات الدنيا في اقناعنا بغير ما نراه ومانلمسه من واقع العلاقة بين الرجل والمرأة .. وتقييم دور كل منهما في الحياة .
صحيح أن هناك نظريات وأخلاقيات لم تطبق بعد في الحياة العملية .. أقصد التشريعات الإسلامية بالذات .. إلا أن واقع السائرين والثائرين على تلك الشريعة .. يرسم لنا الطريق الآخر .. ويؤكد على صدق ما جاءت به الشريعة في رسم دور الرجل والمرأة بدقة وبعدالة وبحكمة قد تغيب عن أذهان الكثيرين لأسباب كثيرة أهمها افتقاد التصور الشامل للحياة .. وكذلك لأن في مخالفة التصور الإسلامي الصحيح لتلك العلاقة بين الرجل والمرأة مايحقق لهم غرضهم في الإستمتاع بأخلاق الجاهلية الأولى .
إن للمرأة دور في الحياة تتميز به كأنثى
وإن للرجل دور في الحياة يتميز به كذكر
وإن لكليهما دور في الحياة يتشابه وبتطابق تماما .

والخلط بين هذه الأدوار هو السبب في توتر العلاقة بينهما .. وفي الإنحراف الشديد والنسبي الذي أصاب الرجولة والأنوثة .. وأصاب انسانية الرجل وانسانية المرأة في مقتل .. فأصبحنا في عالم مخنث يدعو إلى تخنيث كل شىء بدعوى المساواة .. تخنيث الرجولة والأنوثة وخلط الأدوار الثلاثة .. وهو مانراه اليوم .

أستطيع أن أقول بناء على ذلك أن الأنوثة والذكورة في خطر .. وأن معالم التخنيث بدأت تزحف على مجتماعتنا .. وأن انسانية الإنسان رجلا كان أم امرأة لايمكن أن تتحقق بشكلها الطبيعي إلا في ظل هذا التميز بين الذكورة وألأنوثة .. وإن نجحت الحضارة الغربية قي رفع بعض مظاهر الظلم والإضطهاد عن المرأة إلا أن الكثير منها ظاهره الرحمة وباطنه العذاب .. وأخف من بعض الدواء الداء كما قال شوقي .. ولا أظن أن ثمة سبيلا للنجاة سوى بالعودة إلى تبني التصور الإسلامي .. وإن كنت أخشى أن يكون الوقت قد فات بعد أن استفحل الداء وعم البلاء .. وأصبحت نصف البشرية أو يزيد أولاد حرام حقيقيين نتيجة للتصورات الغربية الإباحية .. وأن مظاهر الإنسانية قد اختفت مع زحف مظاهر الخنوثة وسيطرتها على مقاليد العلاقة بين الرجل والمرأة .

آسف للإطالة .

تقبلي تحياتي