درس الإملاء

----------
منذ أربعين عاماً كنت طالباً ..أحب الوطن وأعشق ترابه.. أبكي لهزائمه وأرقص طرباً لإنتصاراته.. وكلما وقف الزعيم يلقي خطاباً تاريخياً هاماً تحولت كلياً إلى آذان ٍ صاغية تستوعب كل كلمة وتتأمل كل حرف..
تعاقبت السنين..
وتعددت الخطابات التاريخية الهامة..
وتغير الناس والأشياء والزعماء..
ولم أعد قادراً على الرقص..
صرت مدرساً عجوزاً فى مدرسة إبتدائية نائية وكلما سمعت عن خطاب تاريخي هام سوف يلقيه الزعيم، جمعت تلاميذي الصغار وقلت لهم:
ياأولاد ..سيلقي الزعيم خطابه التاريخي الهام غداً.
فلنجعله درساً للإملاء..
ثم أملي عليهم الخطاب من الذاكرة..!