لَحظَةُ وَداع ..



..









عانَقتُهـا ؛ وَ عَلَـى وَجناتِنـا تَـثِـبُ


دُمُوعُنـا خَشيَـةَ الفُقـدانِ تَلتَـهِـبُ


وَ قَدْ ضَمَمـتُ يَدَيهـا ضَـمَّ مُحتَـرِقٍ


وَ قَدْ نَظَرتُ إِلَيهـا ؛ وَ المُنَـى حَطَـبُ


وَ قَدْ رَأَيـتُ دِمائِـي خالَطَـتْ دَمَهـا


وَ نَزفَنا مِنْ جُـرُوحِ الصَّبـرِ يَنسَكِـبُ


فَذاكَ ؛ هَزَّتْ كَيانِي صَرخَـةٌ - خَفَتَـتْ


كَصَرخَتِي - بِاختِناقِ الصَّوتِ تَنحَـدِبُ


وَ مُهجَةٌ - كُـلُّ مـا أَخشـاهُ رُؤيَتَهـا


كَمُهجَتِـي - بِرِمـاحِ الفَقـدِ تَنثَقِـبُ


وَيحِي ؛ فَحَدَّقـتُ فِـي عَينَيـنِ حَفَّهُمـا


دَمعُ الـوَداعِ ؛ إِذا مـا البَيـنُ يَقتَـرِبُ


وَ قَدْ تَضَرَّعـتُ أَنِّـي لَسـتُ فَاقِدَهـا


فَأَيُّ شَيءٍ أَنا ؟ إِنْ هاجَـتِ الكُـرَبُ !


أَنا لَها ؛ وَ هْيَ لِـي ؛ قَلبـانِ تَجمَعُنـا


رُوحٌ تَـرَدَّدُ شَرقِـي ؛ وَ هْـيَ تَغتَـرِبُ


فَشَهقُها سَبَـبٌ لِلشَّهـقِ فِـي شَفَتِـي


وَ أَنَّتِـي لِصَـدَى أَنَّاتِـهـا سَـبَـبُ


لَازِلتُ أَذكُـرُ كَفَّيهـا ؛ إِذِ انسَحَبَـتْ


إِحداهُما مِنْ يَدِي ؛ وَ الوَقتُ يَنسَحِـبُ


وَ ظَلَّـتِ الـرُّوحُ بِالأُخـرَى مُعَلَّـقَـةً


كَمُجـرِمٍ ؛ ضَربَـةَ السَّيَّـافِ يَرتَقِـبُ


هُنـاكَ أَلهَـجُ بِالنَّجـوَى ؛ لِيَأخُـذَنِـي


فَيَسبِـقُ المَـوتُ كِلْماتِـي ؛ فَيَنتَخِـبُ


فَلَا حَراكَ لِمَنْ فِـي حِضنِـيَ التَحَفَـتْ


حُطـامَ كُلِّـيَ , وَ الأَوهـامُ تَحتَـرِبُ


شَمَمتُها ؛ وَ جَبَيـنُ الشَّمـسِ جَبهَتُهـا


يا لَهـفَ قَلبِـيَ ؛ بِالرَّيحـانِ يَختَضِـبُ


وَ قَدْ لَثَمتُ ظَـلَامَ اللَّيـلِ - غُرَّتَهـا -


فَطـارَتِ الأَنجُـمُ البَيضـاءُ وَ الشُّهُـبُ


حاوَلتُ جَهدِيَ أَنْ أَشكُـو لَهـا عَبَثًـا


وَ أَنْ أَبُوحَ بِما فِي النَّفـسِ يَصطَخِـبُ


وَ أَنْ أَقُولَ لَها : ( عُودِي ؛ فَقَدْ هَلَكَـتْ


يا أُمُّ ؛ نَفسِيَ فِي أَقـوالِ مَـنْ كَذَبُـوا


هَذا المَنامُ أَطـالَ المَكـثَ ؛ فانصَدَعَـتْ


بِهِ المُنَى - عَتَبِي - هَلْ يَنفَـعُ العَتَـبُ ؟


رُدِّي إِلَـيَّ عُيُونِـي ؛ إِنَّهـا سَقَـطَـتْ


مِنَ المَحاجِـرِ ؛ ثُـمَّ اسَّاقَـطَ الهُـدُبُ )


فَلَا تَرُدُّ ؛ وَ لَا - يا هَـولَ مـا جَلَبَـتْ


لِيَ المَنُونُ - أَفـادَ السُّـؤلُ وَ الطَّلَـبُ


فِي قَبضَةِ الصَّمـتِ أَفكـارِي مُحَطَّمَـةٌ


وَ دَهشَـةُ الفَـمِ تَقفُوهـا فَتَنعَـضِـبُ


يَدُ الحُتُوفِ استَباحَتْ خافِقَيـنِ ؛ فَمَـنْ


حازَتْهُ مَيـتٌ ؛ كَمَـنْ خَلَّتْـهُ يَنتَحِـبُ


وَ حارَبَتنِـي المَنايـا فانتَهَيـتُ إِلَــى


ظِـلٍّ إِذا مَـرَّتِ الأَطيـافُ يَضطَـرِبُ


ماذا أَقُـولُ ؟ وَ قَـدْ أَمسَيـتُ لَا أَمَـلٌ


لَـدَيَّ يَنهَـضُ إِلَّا شَـلَّـهُ العَـطَـبُ


العَيشُ ! ما العَيشُ ؟ لَولَا الخَوفُ ؛ والِدَتِي


مِنْ غَضبَةِ اللَّهِ , هَذا العَيشُ لَا يَجِـبُ !




هذه القصيدة تصف لحظة فراق والدتي يرحمها الله
و هي في حضني بعد الحادث الأليم
و العذر من قلوبكم إن تسببت لكم ببعض أسى
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته