الملعب السحري

{لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في
الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} [سبأ :3]

تتكون المادة من وحدات صغيرة هي : الذرات.
وتتألف
الذرة من نواة ذات شحنة موجبة, تدور حولها جسيمات صغيرة
ذات شحنة سالبة هي الإلكترونات. وقد تعلمنا في المدارس أن
هذه الإلكترونات تدور في أفلاك حول النواة, كما تدور الكواكب
السيارة حول الشمس. سنجد لاحقاً أن هذه الصورة التي رسخت
في أذهاننا أبعد ماتكون عن الحقيقة نظراً للسلوك البالغ الغرابة
والتعقيد لما نطلق عليه الإلكترونات. ولكن لأجل السهولة
والتيسير فسنعتمد هذا النموذج للذرة.

ماهي المادة؟ المادة هي: أي شيء له كتلة, ويشغل حيزاً
في الفراغ. فجسم الإنسان, والهواء, والماء, والصخور,
والأعشاب, والحديد, كلها مواد. بقي الاعتقاد سائداً لمئات من
السنين, أن الذرة هي أصغر وحدة من المادة, بحيث لا يمكن
تجزأتها إلى أجزاء أصغر. وفي عام
1803
وضع المدرس
الإنجليزي, جون دالتون (1766-1844) نظرية حول الذرات0


سميت فيما بعد بنظرية ((دالتون)) للذرات, تتلخص في النقاط
التالية:1-
جميع المواد تتألف من ذرات.2- ذرات العنصر الواحد تتشابه في الخواص.
ذرات العناصر المختلفة تختلف في الخواص.

3- لا يمكن خلق الذرات, ولا يمكن تقسيمها, ولايمكن تدميرها.

4- ذرات العنصر المختلفة تكون مركبات, وتحتوي هذه
المركبات على نسب صحيحة من العناصر المكونة لها.
5- يتم ترتيب الذرات, وتركيبها, أو فصلها, بالتفاعلات
الكيماوية.
وسمي نموذج الذرة هذا بذرة دالتون.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ذرة دالتون- الذرة ككرة صلبة


وفي عام 1811 توصل العالم الإيطالي:أماديو أوفوكادرو
(1776-1856) إلى أن الأحجام المتساوية من الغازات, تحت
ضغط معين ودرجة حرارة معينة, تحتوي على عدد متساو من
الجزيئات. وقد ثبت من التجارب التي أجريت فيما بعد صحة
نظرية أوفوكادرو. كما ثبت بأن اللتر الواحد من أي غاز يحتوي,
تحت الضغط الجوي الاعتيادي, ودرجة حرارة صفر مئوي, على
27 ألف بليون بليون جزيئة (27×10^21) . وفي الستينات من
القرن التاسع عشر اقترح العالم الاستكلندي: جيمس ماكسويل
(1831-1879) , والعالم النمساوي: لودويغ بولتزمان
(1844-1906)فكرة مفادها: أن الغازات تتألف من جزيئات, أو ذرات
صغيرة صلبة تتحرك وتتصادم فيما بينها ,كما تصطدم بجدار الوعاء
الذي يحويها وترتد
.
وترتبط هذه النظرية بفكرة أن الحرارة هي
عبارة عن حركة الجزيئات أو الذرات هذه. فعندما يسخن الغاز,
تتحرك الجزيئات بسرعة أكبر فتولد ضغطاً أكبر. تعني هذه الأفكار
أنه يمكن تطبيق قوانين نيوتن في الحركة على جزيئات الغاز, لأن
الجزيئات ماهي إلا أجسام صلبة تتحرك فلابد أن تغطيها قوانين
نيوتن. ولكن حتى ذلك الوقت لم يكن هناك دليل مباشر على
وجود الذرات, وكانت هناك آراء متضاربة عن الموضوع .

المرجع كتاب (حبات المعرفة)

للدكتور : محمد التكريتي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي