لا تكاد تفتح شاشة من شاشات الفضائيات الآن إلا و تجده يقفز فى وجهك بصوته المستفز و دعاباته السمجة و ألغازه الحمقاء
لا تكاد تجلس فى مجلس إلا و تسمع تعليقاً عنه أو اقتراحاً لحل اللغز الذى رماه بين ظهرانى مشاهديه


و المكالمات تتوالى و المشاهدات تزيد و الناس تزداد انشغالاً و كأنه ليس هناك ما يشغل البال

إنه المفتش كرونبو

مستخدماً فن الجرافيك ابتكر أحدهم هذه الشخصية التى غزت كل بيت من بيوت المسلمين الآن

و بعد النجاح الذى حققه ذلك المفتش يقولون إنهم الآن بصدد إنتاج ثلاثين حلقة لإذاعتها فى شهر رمضان المقبل

ماذا نقول و ماذا نصنع ؟

هل نبكى... هل نضحك ... هل نفرح ... هل نحزن ...

هل نرقع بالصوت على خيبتنا التى ناهزت شواهق الراسيات

ماذا حل بنا ؟

هل فرغ العقل و القلب إلى هذه الدرجة المخزية حتى لم يعد يشغله إلا هذه الترهات ؟

هل زاد المال و فاض حتى ينفق فى مثل هذه الخزعبلات ؟

غنى عن الذكر أن هذا من الميسر المحرم ،و لا أظن أحداً يجهل ذلك

و لكن هذا العمر و هذا الوقت و هذا الزمن الذى ينسحب من تحت أرجلنا و نحن عنه غافلون .. ألا تتفق معى أنه أغلى و أعز و أثمن من المال المهدر

نعم العمر أثمن من المال

بدليل أنه إذا أتاك ملك الموت فإنك لو خيرت لأنفقت مالك كله لقاء ساعة تزيدها فى عمرك

فهذا المشاهد قد خسر خسارتين كلتاهما أفدح من الأخرى

فقد ماله بسفاهته ، و فقد عمره ببلاهته

و أين نحن يا من نسمى أنفسنا ملتزمين ؟

هل نهينا .. هل نصحنا ... هل زجرنا .. هل أنكرنا حتى بقلوبنا؟

لو لم تنكر بقلبك فاعلم أنه ليس بعد من الإيمان حبة خردل

أما أنت يا كرونبو ... فنسأل الله أن يحمى المسلمين منك .