أفكار مشتتة نحيلة


إليك اهدي شجونا
ووهما
وقصائد عشق طويلة
إليك ليلى
صاحبة أحلى عيون
وأرقى جديلة
إليك شراع الأمل الغريق
في وحل العروبة
وغصن زيتون
من فلسطين
وأشواقي
وأحزاني
وأفكاري
المشتتة النحيلة
إليك تراب البلاد المنسي
الذي اخجل خدك
ولولا تراب فلسطين
ما استطاع الذئب
أن يدنسه أو يزيله
إليك هذا القلب الذي..
نبض بحبك
وعندما أسروك
وخيروك
اخترت العيش
في مدائنه القديمة
فكنت فيه..
أحلى نزيلة
إليك هذا الدم العربي الذي..
لازال منقوشا فوق
حائط البراق المقدس
فوق بندقية
ومقلاع..
وحجارة...
كلها رموز صارت..
على قبرك قتيلة
على ديوان نزار الذي
تغنى بخصرك
وشعرك المنساب
نهر سواد
عقودا طويلة
على ديوان درويش الذي
رقصت كلماته الشجية
فوق دمعي..
فوق جواز سفره العتيق
وكانت هويته
فوق كل الأشجار
فوق القبور البيض
وكل الأنهار
فوق المناديل المبللة
بعبرات العشاق الهزيلة
على جبل توباد
وأمير شعر
سقيته من كاس الصبا
ولما افلت يا ليلى
ذرف لاجلك..
دمعا حارقا
وما لهواه
وبعده عنك
من حيلة
لا تركضي وراء وهم السلام
واركضي خلف دمعي
فهو حمامة السلام البديلة
هو الطفل العربي الذي
ينتظر منك بسمة ....
لمسة....
تطفئ جمرة يأسه
وتشفي غليله
هو هذه الشجرة المباركة التي
كانت تظلك بالأمس
وتلقي في حضرتك
أشعارا بنفسجية جميلة
هو تلك الربوة الخضراء التي
ركضت فوق عشبها
وعشت بين أحضانها
أروع طفولة
وجزيرة عربية ذكرتني
ببدر
ومؤتة التي..
جاب بها
زيد
وجعفر ...
وحارثة الأرض
عرضا وطولا
هو ملك ثائر
ناديته مظلومة
فجند جيشا لأجل
صرخة كانت لها
كل سيوف المسلمين
ترفل صليلا
وأندلس حضارة ذبلت..
أزهار ربيعها قهرا
بعدما كانت للعالمين
منارة وقنديلا
وفلكي تجاوز
النجوم
والأقمار
ولأجل عينيك صار
للكون كله
هاجرا مستقيلا
وشاعر غادر الديار
واتخذ من قصيدة غجرية
زوجة..
ووطنا..
وخليلا
هو كل الأمطار
والحمام الذي طار..
من كفك فكان
صداه هديلا
هو هذا اليأس المكتوب
على جبين شهيد
على رمال
بحر هدار
فوق ارض عربية
مات على أرضها
ورجال اشاوس
وخيول عربية
ملأت الدنيا غبارا
وزمهريرا
وصهيلا
هو هذه العيون السوداء التي
هام بها قيسك المجنون
وبكاها عمرا كاملا
حتى صار من محبته
عاشقا ذليلا
أين أنت يا ليلى
لتزيحي عنا هموم وطن
أثقل كاهلنا
عودي
فبعودتك
ستزاح عنا عقبات
وظلم جائر
وحروب كم صارت
على أكتافنا ثقيلة
حطمي بكبريائك
شموخ هذا الذنب
الذي لازمنا
وظل عالقا
في أذهاننا
كسريه ولو...
لثوان قليلة
وابصقي في وجه
عروبة مزيفة
ظلت تسبح في عقولنا
وتجعل حلمنا بالمجد
آمرا مستحيلا
عودي لأهمس في اذنك
وأخبرك سرا
آن فلسطين
والعراق
والشام
دونك يا ليلى
الحياة فيهن
حتما مستحيلة
فأنت الحلم الضال
في أذهاننا
وقد كنا وكانوا
ولولاك ما وجد الشعراء
اسما طاهرا كاسمك
ولولا اسمك يا ليلى
ما وجدت طيوري الحالمة
غير أعشاشها
وطنا بديلا.