نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
لم أكن اعلمُ أنَّ حلمي بلقائها سيتحققُ في ذاكَ الصباح،لما لاحَ طيفُها أمامي في الشارعِ المزدحمِ بالبشرِ كأنَّها غزالٌ يتراقصُ مختالاً بمشيتِه والناسُ من حولهِا ينحنونَ إكباراً لجمالِها وروعتِها.

لم أعد قادراً على المشي، توقفتُ مرغماً أسائلُ نفسي أهيَ هي؟؟؟ تمالكتُ نفسي وبدأتُ المسير مسرعاً نحوها،كانَ قلبي يسبقني إليها ويقول... أسرع يا هذا فلم أعد احتملُ بطءَ قدميك.

لم أكن أرى سواها، لم أعبء بكل السياراتِ التي كادت أن تقتلعني من الشارعِ بعجلاتِها،كنت كأنًّني طائرٌ محلقٌ ولكن على الأرض، كأنَّ شيئا ليس أمامي سواها ،أتخطى الجدرانَ بسلاسةٍ مخترقاً البيوتَ والمحلاتِ دون إذنٍ من أصحابِها.

كلما اقتربتُ منها زادت دقاتُ قلبي وبدأتُ أُحس ببرودةِ أطرافي وبعجزِ لساني عن لملمةِ الكلامِ وترتيبِه، وقفتُ قربَها محاولاً استجماعَ قواي مرةً أخرى لأرسمَ ابتسامةً على وجهي تعبرُ عن مدى الشوقِ الذي يحترقُ بداخلي، تلعثمتُ في كلِ حرفٍ حاولتُ النطقَ به، اكتفيتُ بمرسالِ عيوني الذي حملَ رسائلَ مبطنة وأخرى صريحة، حملتْ أشواقي على وسادةٍ من دموعٍ وآهاتٍ نمتْ في داخلي وسَهِرتُ عليها أسقيها من دمي لتكبرَ وتليقُ بها.

ابتَسَمَتْ ابتِسامَتَها البراقة فعبقَ المكانُ بشذا الربيعِ واكتست السماءُ بلونٍ بنفسجيٍ زاهٍ.

رمَقَتْني بنَظرةٍ أصابَت قلبي كسهمٍ أطلقَ من كنانةِ فارسٍ ثمَّ تابَعَت المسير.

16/3/2009