ذكريات في المصيف



لك قلبي يا ربوع الحب فـي الإسكندريـة

لست أنسى فيك عهد الأمسيات الشاعريـة

وشعاع الشمـس ينسـاب خيوطـا ذهبيـة

في سناها ينظـم القطـر عقـودا لؤلؤيـة

دنت الشمس إلى المـاء وأهدتـه التحيـة

قبَّلتْ في صفحـة المـوج ثنايـاه النديـة

ثم غابت وطفت منها علـى المـاء بقيـة

صبغت في الأفـق خديـه بقبـلات شهيـة

أرسلـت فيهـا تحيـات الـوداع الأبديـة

ثم ولت واستقـرت فـي قـرار الأزليـة

وصحـا ليـل وشـوق وأحاديـث شجيـة

ووداد باسـمٌ حلـوٌ وأطـيـافُ أمـانـي

*** *** ***

كيف أنسى الثغر يفترُّ عن الحسن افتـرارا

والجمال البكر تختال بـه الغيـد العـذارى

بين أمواج مـن النـاس كبـارا وصغـارا

وفررنا بالهوى عن أعيـن النـاس فـرارا

وعلى المـاء تمازحنـا ورحنـا نتبـارى

ومضينا ونأى الشاطـىء عنـا وتـوارى

لم نكن ندرى فقد كنا من الحـب سكـارى

واحتوانا وسط الموج الـذي فـار وثـارا

زورق الحب وقد شق بنا المـوج وسـارا

وصحا الشوق بقلبينـا وقـد أصبـح نـارا

وطغى الوجد فلم يطفىء لـه المـوج أوارا

والتقـى ثغـر بثغـر وتناجـى عاشقـان

*** *** ***

كيف أنسى في رباك الخضر همس النسمات

ورفيف الحب في سمع الأماني الباسمـات

لست أنسى نشوة الوصل وسحر النغمـات

وابتسام الليل والشـوق بأحلـى الأمنيـات

يـوم عدنـا وتلاقينـا وكانـت أمسيـات

وافترشنا رملـك الحلـو ودارت همسـات

وطوانا الصمت والهمـس ودفء القبـلات

وشعاع القمـر الفضـي فـوق الشرفـات

ينسج الأحلام والشعـر وحلـو الأغنيـات

لذة العمـر تدانـت كلهـا فـي لحظـات

وأفقنـا وبـدا الصبـح وكانـت ذكريـات

وشجونـا وبقايـا مـن لياليـك الحسـان

*** *** ***


أسماء محمود