مجيد حسيسي

جسر من نا ر

بنيتـُـهُ..
جسرا ً يطاولُ السـّـماء..
لا ينحني .
على جانبيه..
صلبتُ الأمسَ حيـّـا ً
وعليه ِ..
علـّـقتُ مرساة َسفينة ٍ..غرقتْ..
في دموع ِ المطر..
كانت..تتلوى في الفضاء.
ونسيتـُـها معلـّـقة ً..
وسألتـُـني عن درجات ِ جسريِ..
عن الصـّـعود ِ..عن النـّـزول
عن الناس يمشونَ عليه..
يتناقشون..
والنجمُ من فوقهم..
في أفول!!
ومن بعيد..
رأيتُ طفلا ً بجناحين ِ..يطير
صعودا ً..هبوطا ً..
يصولُ..ويجول..
كانت يداهُ مقفـّـعتين ِ..
ورجلاهُ مكسـّـرتين ِ..
بطنـُـهُ مبقوره..
أشلاؤهُ منثوره..
يطيرُ في الهواء..
يستجدي المطر..
يستجدي الحبرَ من الورق..
يستجدي النـّـومَ من الأرق..
ومن عينيه ِ..سقطت دمعه
أشعلتْ فوق الجسر شمعه..
وعيناي تنظران..
هبّ النسيمُ عازفا ً..
لحنَ الشـّـواء
وأنغام البلاء
أمسكتِ النارُ بأذيال الليل..
فاحترق الجسر..وهوى
وعيناي تنظران..
والطفلُ يبكي بـِـصمتـِـهِ
يبتعدُ..فيختفي..
بينَ سطور كتاب ٍ ..
مزّقت صفحاتـِـه مرآةُ العصرْ..
وأنا وعيناي وفكري..
لا نجد ركنا ً فيه نستكين ..
من داخلي..احترق الأنين !
فصلبتـُـني..
في لا مكان ْ

تحتَ السـّـطورِ..

وما بعدَ الكلماتِ..
وما قبلَ..العبور..
من هذا الزّمانْ!!