دشْ بارد

عدت إلي منزلي بعد حضور حفل عرس ، انصب همي فيه ليس علي العروسين بل علي الراقصة ، صدر عاري من الحجم الكبير لم يترهل بعد وسروال 00 سروال "إيه بقي ؟" قل وبعين فاحصة شرائط شفافة يخرج منها سيقان مرمرية وخصر وبطن كالعجين ، كل عضو لا يستقر في مكانه ، الصدر والبطن والأرداف جميعها يترجرج بأمرها ، وأنا الهث بعيوني الحائرة بين مفرق الصدر والشعر والسيقان ، تتلوي علي أنغام لحن يفقد "أجدعها واحد " الوقار ، خلعته مع الخالعين ونزلت حلبة الميدان أباري جيش الشباب الراقص ، يا خبر أبيض 000 غمزت لي "الرَّقََّّاصة " برمش عين واحدة ثم اتجهت نحو الصيد الثمين ، تمايلت ودارت حولي ثم استندت بظهرها علي صدري وكأنه جدار تلتمس منه الراحة ، سال العرق علي وجهي كفيضان نهر النيل ، فخشيت أن يغرق المسرح وتفقد المسكينة توازنها إن داست بقدمها العاري علي الماء ، لكنها فاجأتني وتكورت كحرف ياء البطة ودارت ببطيء دورة كاملة كادت عربات مؤخرة القطار أن تحتك بالجدار ، اندفع سيل من الدم الراكد داخل الشرايين وأزال من طريقه سدود الدهون المتراكمة بفعل الكلسترول وانتفخ الجلباب كشمسية الصيف الحارق ، فصفق الجمهور للراقصة بعد أن رفعت ساقها في الهواء بمستوي رأسها فبانت ورقة التوت التي تشبه سدادة فلين تمنع سائل الشراب من أن يراق من عنق الزجاجة ، غادرت هي المسرح بعد أن حيت جمهور الحضور وتركتني الملعونة لتعليقاتهم الساخرة ، فترت عواطفي وانسحبت للداخل وانسحبت أنا أيضاً عائداً إلي داري تداعبني أحلامي الصبيانية بقضاء سهرة حمراء أو بنفسجية أو أي لون قريب من لون الاحمرار ، بللت مفتاح الباب من ريقي ودفعته بقوة في منيمه بقفل الباب ثم أدرته دورة كاملة كدورة الراقصة علي المسرح ودخلت صالة المنزل ، ظلام دامس يحتوي المكان إلا من شعاع ضوء يتسلل علي استحياء من حجرة نومي يصاحبه غطيط أم العيال المنتظم ، هذا الغطيط بمثابة حارث الدار الأمين ، تنحنحت بصوت عالي وأحدثت جلبة وضوضاء علّها تستيقظ 00 لا حياة لمن تنادي 00 دخلت الحجرة و خاطبتها بأحب الأسماء إلي قلبها ، ابتلعت ريقها ثم حركت حملها الثقيل من كتل اللحم والشحم وغيرت من وضع جسدها المترهل ، وخزتها برفق ، زامت بصوت ناعس ، رفعت نبرة صوتي فخرج النداء بقوة
: "إصحى يا هانم "
خاطبتني وهي نائمة
: طعام العشاء " في التلاجة سخنه وإتعشي "
: " أنا اللي سخن 000 قومي عاوز أكلمك في موضوع يهمك"
: يا رجل بطل حجج 000 تعبانه والدنيا برد
وظللت أحاول إيقاظها حتى نجحت وسلمت لي نفسها مستسلمة دون وعي أفعل ما أشاء ، فبدأت في تجريدها من الثياب القطعة تلو القطعة ، الأولي والثانية والثالثة والرابعة 00 يا صبر أيوب 00 طبقات فوقها طبقات أشبه بورق " الكرنبة " ، كلما نزعت ورقة بدت لي ورقتان وكأنها متوالية هندسية لا نهائية حدها الأول قميص نوم كستور يقاوم برد الشتاء من زنة ألف رطل ، قبل أن نصل إلي شغاف الثمرة ، انتبهنا فجأة علي طرق متواصل علي باب حجرة نومنا ، ارتدينا ملابسنا علي عجل دون وعي ، سألت بصوت تمثيلي كأني قد استيقظت تواً من نومي من الطارق ؟
: بابا أريد أشرب
فتحت باب حصن الزوجية وقلعته المنيعة ورفعت صغيري إلي صدري وأجبته بلهفة إلي ما طلب ثم توجهت به إلي سريره بعد أن رويت ظمأه ، تهيأت للعودة إلي الجولة الثانية من المعركة كي اروي ظمأ رغبتي أنا الآخر ، بينما أستدير للعودة إلي حجرتي وإذا بصغيري يباغتني بالسؤال
: بابا أنت لابس فستان ماما ليه ؟
لم أستطع الإجابة وكأن سؤال الصغير صب علي أم رأسي دش بارد