قصر الأميرات الملكي
قصر الأميرات الملكي

لون الزهر بالنكهة المصرية والياسمين الدمشقي

حاز جائزة أفضل ترميم لبيت دمشقي قديم



في منطقة القنوات، التي يزيد عمر تأسيسها عن 600 عام، وفي جوار سور دمشق القديمة، وبالقرب من باب الجابية، وفي الشارع الذي يصل القنوات بسوق الحميدية الشهير، تجد هنا عدداً من البيوت الدمشقية التقليدية الجميلة والعريقة التي تتميز بباحاتها الواسعة وغرفها الكبيرة المزينة بأجمل أنواع الزخارف والخيوط الهندسية والعجمي والأرابيسك، وكأنها قصور تحاكي قصور العظم والنعسان وعنبر ونظام وغيرها داخل أسوار وبوابات المدينة القديمة.
في أحد البيوت (القصور) هذه، افتتح مؤخراً فندق «قصر الأميرات الملكي»، حيث قام مستثمرون غير سوريين ـ وهذا يحصل لأول مرة ـ باستثمار بيوت دمشقية قديمة لأغراض سياحية، إذ قام مستثمرون مصريون بترميم هذا البيت وتحويله إلى فندق ومطعم، من خلال شركة «بارادايز إن إنترناشيونال» بإدارة رجل السياحة المصري (أحمد العطية). وهي شركة قديمة ـ حسبما ذكر مدير فندق «قصر الأميرات الملكي» غسان إبراهيم لـ «الشرق الأوسط» ـ ولها سنوات طويلة تعمل في مجال السياحة، ففي مصر لديها أربعة فنادق تحمل نفس اسم الشركة. أما فكرة استثمار بيت دمشقي تقليدي وتحويله إلى فندق ومطعم، فقد انطلقت من مدير الشركة أحمد العطية الذي أعجبته كثيراً هذه البيوت، واستعان في تأسيس الفندق بنفس الطاقم الفني والهندسي الموجود معه في مصر للعمل هنا في دمشق. وكان أمامه عدة مقترحات لاستثمار أكثر من مكان في سورية، ولكنه اختار هذا المكان لكونه يتميز بعدة أمور، فهو يوجد في وسط دمشق، ومساحته كبيرة، ويلبي الحاجة الاستثمارية والتاريخية؛ فتم استثماره بشكل جيد، وتمت المحافظة على مفردات البيوت الدمشقية القديمة، ومنها المربع ( البهو) والبحرة والغرف الداخلية ظلت كما هي، وتم ترميمها مع إضافة لمسات معاصرة من الذوق الحديث. وحصلت الشركة على جائزة أفضل ترميم لبيت دمشقي وتحويله إلى منشأة سياحية من منظمة المدن العربية التابعة لجامعة الدول العربية.

كيف يمكن للسائح الوصول إلى الفندق؟. لن يجد السائح والزائر لدمشق صعوبة كبيرة في الوصول إلى «قصر الأميرات الملكي»، فإذا كان قادماً من سوق الحميدية، وبعد أن يتجول فيه ويتسوق منه، يمكنه تسلق الدرج الكهربائي الذي سينقله إلى الرصيف الثاني، حيث سيجد نفسه في بداية شارع النصر، وإذا سار قليلاً باتجاه ساحة الحجاز وانعطف يساراً من نهاية القصر العدلي باتجاه حي القنوات؛ فسيجد بضع درجات بجانب موقف النقل الداخلي، وعليه أن يرتقي هذه الدرجات ليجد نفسه في أزقة قديمة، هي بالتأكيد جادات وأزقة القنوات، ومنها الزقاق الذي يوصل إلى باب الجابية التاريخي. وفي بداية هذا الزقاق يوجد «قصر الأميرات الملكي»، حيث تدلل عليه لوحات الاستدلال. ولعل ما يدل عليه أكثر هو مدخله الأنيق، الذي يتناسب مع تسميته، والذي يطغى عليه أيضاً ـ كحال القصر من الداخل ـ لون الزهر. ونتجول في القصر الفندق والمطعم والبيت الدمشقي العريق لنتعرف عليه برفقة مديره (غسان إبراهيم)، حيث تبلغ مساحة المنزل 350 مترا مربعا، وهناك الباحة الرئيسية التي استثمرت كصالة حفلات ومطعم كبير، وبجوار الباحة هناك غرفتان كبيرتان تتضمنان زخارف جميلة للحفلات الخاصة والمناسبات الصغيرة. وفي الطابق العلوي يوجد أربع غرف مفروشة بأثاث يماثل ما كانت عليه البيوت القديمة المزينة بالموزاييك والمرصعة بالنحاس، وأطلقت عليها تسميات عربية تاريخية، منها صالة «شهريار وشهرزاد»، وهي غرف نوم. وهناك قاعة نزاريات، وحرصنا ـ حيث يتابع إبراهيم حديثه ـ على أن تكون بموجوداتها وزخارفها انعكاساً لأشعار نزار قباني في قصائده التي تحدث فيها عن البيوت الدمشقية القديمة. وهذه القاعة تطل بشكل بانورامي مشوق على دمشق القديمة. الزخارف في البيت ظلت على حالها، وكذلك الأرضية، مع تجميل لها بما يتناسب مع متطلبات العصر، ولا يسيء إلى نسيجها الأثري. والديكورات جاءت منسجمة مع الزخارف، وحتى توصيلات التكييف والخدمات الضرورية الأخرى حرص مهندسو الديكور على أن تكون متلائمة مع نسيج البيت الدمشقي القديم، حتى إننا جمّلنا الشارع المقابل للقصر والمدخل ورصفناه بالحجارة التزيينية القديمة، وكذلك واجهة المنزل تم إصلاحها، وتم افتتاحه قبل أشهر قليلة. وحول الخدمات التي يقدمها «قصر الأميرات الملكي»، قال إبراهيم «نقدم الوجبات الشرقية بمختلف أنواعها وأشكالها مع الوجبات الغربية، ولكن أغلب الزبائن هنا يفضلون تناول الوجبات الشرقية، لكونها تنسجم مع أجواء البيت وطرازه المعماري. أما تسميته بهذا الاسم، فيعود سببها إلى إعطاء أهمية للزبون بأنه في مكان مميز. وفعلاً ما يميز القصر الفخامة بالديكور والثراء اللوني والزخرفي!. كما تقام لدينا في الصالة الرئيسية الكثير من الأعراس. والعروس هنا تشعر بأنها فعلاً أميرة في قصر الأميرات. ومن عروضنا الدائمة التي نقدمها للزبائن.. نقدم للعروسين ليلة مجانية يقضيانها لدينا بعد انتهاء العرس في قاعات النوم بالطابق العلوي. هنا الجو شرقي بمختلف أقسام وزوايا القصر، حتى حفلات الغناء نحرص على أن تكون كلها شرقية في هذا القصر المميز بديكوره، وسقفه الذي يحجب أشعة الشمس بشكل لطيف وملفت للانتباه، حيث حرص مهندسو الديكور على استخدام مواد عازلة للسقف تُشْعِر الزائر بالفرق الكبير ما بين الطقس الحار في الخارج في فصل الصيف، والبرودة الناعمة في داخل القصر، أو بالعكس في فصل الشتاء، حيث الطقس البارد في الخارج، والدفء المميز في داخل القصر. هذا، إلى جانب اللون الزهر الذي يميز الديكورات الخشبية والكؤوس والصحون والطاولات والكراسي. وهناك زخارف عربية قديمة هندسية وأرابيسك وموزاييك فوق الأبواب والشبابيك. وقد تم ترميم كل هذه الزخارف الخشبية. أما الزخارف الرخامية، فأبقيت كما هي، وتم تنظيف الجدران والإبقاء على الألوان نفسها». فندق «قصر الأميرات الملكي» صُنّف سياحياً في فئة الأربعة نجوم، ولكنه ـ حسب إدارته ـ يقدم خدمات تماثل خدمات فنادق الخمسة نجوم. ولمزيد من المعلومات، يمكنكم الاتصال بالأرقام التالية:
00963114469841، و00963112242332



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


منقول من جريدة الشرق الاوسط نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي