الموت ُ بشرف...


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


لم تعد نكهة اجترار الماضي وذكرياته بنفس العبق القديم...
قد بليت كل الطرق الموصلة إليه من العد والتكرار...ووضع المساحيق على وجه الماضي المزعج...
ومازالت تحاول إعدامها شنقا ولكن عبثا...فنحن أمة تعشق الذكريات....هكذا كانت تقول وبيقين تام...
انتهت من التسوق الآن...وقد أيقنت أن أزمة ماليه تعصف بالعالم وبها معه..لم تعد قادرة على شراء ما كانت تستمتع به..أو أن توفر بيئة مسترخية لعائلتها كما السابق وباءت كل محاولات تغيير مسار حياتها للأفضل بطريقه ما عبثا.....
مازالت كلمات صديقتها المقربة ترن في أذنها ...
-وضعت خطأ في هذا الحي المترف...أنت أبسط مما تتوقعين....
-!!!!
ضحكت رغما عنها فملمتها فورا....وهي تنظر للبشر بمتعه.
ما أكثر تنوع مشارب ومظاهر تلك العباد!! وكل معجب بنفسه....ولكن هل هم راضون عن حياتهم تلك؟
بات لزاما عليها بعد إعدام آخر فلس تملكه الآن أن تسير في طريق العودة....
هي لا تريد العودة الآن للمنزل.العودة لرتابته..لجمل النقد الجارحة والتي لا تعرف معنى مربية المنزل ولا ربته!!!
لم تعد تهتم بأي كلمة تقال....المهم إلى أين وصلت الآن في رحلة الحياة هل حققت شيئا يذكر؟هاجس كم أرقها...
الإنجاز هو ما يمكن أن يجعلها تفكر وبجديه في أي أمر ...ربما لأن العمر لم يعد كما كان يافعا...ولابقي فيه ما ينفع التغيير بقوة.
****
ثمة خطوات تماثل خطواتها ترن وتجعلها تتلفت بخوف حولها..
-هل هناك من يلاحقني؟ غريب...
مشت ببطء شديد فهي فعلا لا تريد العودة لسجنها الوردي...بهذه السرعة...
لكن الخطوات تلاحقها برتابة سيرها وبذات الإيقاع!!!
تلفتت ....
لا أحد!!!!!
توقفت قليلا...انتظرت ...ونظرت..
لا أحد...!!!
لا يمكن أن هناك من يلاحقها ليس هذا صوت نعلها أبدا....
مشت من جديد بإيقاع أسرع.....أسرع ..أسرع...
الصوت يلاحقها بعنف!!
ضمت الأغراض لصدرها الساخن....
أسرعت بخوف...
ونبضات قلبها المتسارعه تكاد تغلق حلقها المتعب....
قليلا من الماء في مسير ينضب بقطرة تبلل قلبها المرهق...
لن تجد ...
حتى وصلت منزلها..وهي تلهث بقوة....
.فتحت باب دارها..
سمعت كلمة
-أحبك أحبك أحبك...
أقفلت الباب..
أجهشت بالبكاء.................
أم فراس 2-3-2009