نعود للحوار القيم جدا مع مفكرنا الكبير
استاذنا الكريم
سؤال ذو شقين :
لو تسنى لك تقييم الحاله الراهنه في السياسه كخطوط عامه ونحن نغرق في قهر العوز وهكذا عبر اطراف الوطن العربي الذليل كيف يمكنك ان تبسط الامور وباختصار شديد منعا للاحراج.
ثانيا: كيف يمكنك ان تقييك القلم العربي عبر تلك المساحه الشاسعه؟ وهل كان له يد خضراء لتفعيل جيل كامل يحتاج فتيلا؟ ام بقي حبرا على روق؟
مع تحيه كل اهالي غزة المحاصرين



مرحبا أستاذنا / جريح فلسطين
ليس هناك احراج مطلقا في حديثي عن الخطوط السياسية التي يمكن تلخيصها في كلمات بسيطة .. حيث ينقسم عالمنا العربي والإسلامي إلى ثلاثة طوائف سياسية .. النخبة الحاكمة والنخبة المقاومة والشعب .. النخبة الحاكمة وهي ببساطة شديدة راضية وموافقة تماما على كل شىء يفعله النظام أو أي شىء يرضي أمريكا مهما كان .. وذلك لأنها طبقة من السماسرة والتجار ورجال الأعمال الذين حولوا الوطن إلى سبوبة ومصالح خاصة تطغى على المصلحة العامة باسم الإنفتاح والعولمة وهيمنة الرأسمالية .. وهذه الطبقة تمتلك مصانع وشركات ترتبط ارتباطا وثيقة بمثيلتها في أمريكا واسرائيل وبالتالي يصبح من الصعب عليهم ممارسة السياسة أو معارضة الإملاءات الأمريكية والصهيونية .. كما أن تلك الطبقة تستمد شرعية بقائها من رضا السيد الأمريكي .. وذلك كله من خلال حكومة خفية تحكم العالم من خلال منظومة من المصالح والقيم والعقائد والسلوكيات والعادات والتقاليد والأخلاق .. توحدت من خلالها كل الأنظمة حتى يصعب عليك البوم التفريق بين حياة سفير عربي أو سفير صهيوني من حيث نمط الحياة واسلوب التفكير .

أما الشق الثاني من السؤال
فأنا أؤكد لك أن كل كلمة نكتبها هنا أو في أي مكان آخر لابد وأن يكون لها مردود ايجابي أو سلبي حسب ما نكتبه .. ولذلك يجب ألا نستهتر بما نكتبه .. بل يجب الإجتهاد فيما نكتبه لأن للكلمة تأثير السحر .. ربما لاندركه أو نلمس آرائه .. لكنه بكل تأكيد يعمل عمله في تشكيل الرأي العام والذوق العام .. لجيل المستقبل وهذه هي مصدر خطورتها .