المصدر : ياسر عيسى 06/02/2009 نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيتقع الرحبة على مرتفع صخري، وهي على بعد 5 كم جنوب الميادين (مسافة 40 كم من مدينة ديرالزور)، والقلعة هي رحبة مالك بن طوق التي ذكرتها عدة مصادر تاريخية، أما الرحبة، فإنها تعني المكان الواسع الفسيح" .
بسبب الأهمية الأثرية والسياحية التي تتمتع بها الرحبة فهي تحتاج إلى المزيد من العناية والرعاية والاهتمام من قبل الجهات المعنية بالسياحة والآثار في المحافظة، ورغم ذلك لابد من التأكيد على أن للقلعة واقعها الجمالي الذي يدفع الإنسان إلى تكرار زيارته لها والتمتع برؤية كل زواياها ومفاصلها ومداخلها وأحجارها.
¶ تاريخ القلعة
كان يحيط بالقلعة قناة مياهها من نهر الفرات تستخدم كخندق حماية ودفاع عن القلعة، انها قلعة الرحبة وعرفت منذ القديم باسم رحبة مالك بن طوق نسبة الى امير تغلبي - من آل تغلب - أولاه العباسيون المنطقة بعد أن جددها وحصنها.
إلا أن القلعة والتل أقدم من ذلك بكثير وفيه آثار تعود إلى أكثر من أربعة آلاف عام عندما أسس الآراميون في المنطقة مملكة ازدهرت فترة من الزمن.
وفي العام 858 ق.م تعرضت المنطقة لغزو من الملك الآشوري شلما نصر الذي اجتاح المنطقة ودمرها. ونظرا لموقع القلعة الهام كبوابة رئيسة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب اخذت تنمو تدريجيا خاصة في العصر العباسي والفاطمي ودول المماليك.
وقاومت القلعة حصار هولاكو والتتر ولم يستطيعوا دخولها لمناعتها.
سكنت القلعة إبان الحكم العثماني وخاصة داخل سور القلعة وتحصن سكانها فيها من غزوات البدو وقطاع الطرق.
¶ شكل القلعة
للقلعة سور خارجي مشيد بالحجارة والقرميد مؤلفة من خمس أضلاع بأبعاد مختلفة، أطولها الضلع الجنوبي ويبلغ طوله 85مترا، وفي الزاوية الشمالية الغربية من هذا الضلع برج متقدم مستطيل الشكل له فتحات لرمي النبال والدفاع في أسفل وأعلى البرج، وفي الوسط برج ثان مستطيل الشكل مهدم لم يبق منه سوى الأساسات المشيدة بالحجارة الكبيرة. أما الزاوية الجنوبية، فإنها تضم سوراً مهدماً.
أعمال التنقيب
بحكم طبيعة القلعة ذات التشكيل المعماري المعقد، جعلت من الصعوبة إكمال أعمال التنقيب والحفر في موقع واحد، وبما أن قلعة الرحبة استخدمت كمربط للخيول والأغنام خلال فترة طويلة من الزمن وخصوصاً الفترة العثمانية ، حيث تراكم الروث الحيواني ليصل حتى ارتفاع 3م وبعد إزالة هذه الأنقاض تم الكشف عن الغرف ومستودعات جديدة ضمن هذا الموقع، كما تم العثور خلال أعمال التنقيب وإزالة الأتربة على العديد من اللقى الفخارية والخزفية التي تؤرخ الموقع مع العديد من الكتابات ذات مضامين مختلفة .‏
مداخل القلعة
للقلعة مدخلً وحيد في الجهة الغربية من السور الخارجي، وقد كان يصعد إليه بواسطة جسر متحرك، والمدخل له شكل قوس مشيد بالآجر يؤدي عبر ممر مقبي بارتفاع/5/أمتار إلى القلعة، وينفتح على هذا الممر من اليمين بوابة تؤدي إلى غرفة الحراسة المشيدة بالآجر على شكل قبة، إضافة إلى ذلك، فإن للقلعة سوراً داخلياً مشيداً بالحجارة الكبيرة المنحوتة بعلو12مترًا، وله 5 أضلاع مختلفة يبلغ طول أضخمها50 متراً يحوي هذا السور باحة وسيعة في داخله تضم بعض المنشآت القديمة للسكن .