مَوعِد ..




...








كَلِـفٌ ؛ وَ المَوعِـدُ يَقتَـرِبُ
وَ فُـؤادِي صَـبٌّ مُضطَـرِبُ
وَ النَّبـضُ بِشِريانِـي قَـلِـقٌ
مِن فَرطِ السُّهدِ لَـهُ صَخَـبُ
وَ حِصانُ الشُّـوقِ إِذا يَعـدُو
بِضُلُوعِـي اشتَـدَّ بِـهِ خَبَـبُ
لِي سَبَـبٌ أَنَّ حَرِيـقَ دَمِـي
مُتَّقِـدٌ , فَوَرِيـدِي السَّبَـبُ
مُـذْ خَمَـدَتْ نـارُ حَرائِقِـهِ
فَـزَّ إِلَـى رُوحِـي يَحتَطِـبُ
يا نُوقَ الصَّبـرِ ؛ يَـدٌ تَسعَـى
وَ تَهُزُّ الضَّـرعَ , وَ تَحتَلِـبُ
فَأَصابِعُـهـا تَمـتَـدُّ إِلَــى
أَعماقِـي , فَتَطِيـرُ الشُّهُـبُ
أَتَلَمَّسُهـا ؛ وَ كَـأَنَّ عَـلَـى
كَفَّيهـا أَلقـانِـي نَـصَـبُ
وَ جَذِيلَـةُ شَعـرٍ نـاءِ بِـهـا
مَتنٌ , مُـذْ خَطَـرَتْ يَنحَـدِبُ
تَلتَـفُّ بِـصَـدرِي زَوبَـعَـةً
وَ تَـرُجُّ مُنـايَ إِذا تَـثِـبُ
مـا بَيـنَ صَحـارَى خَدَّيهـا
واحـاتُ رَحِيـقٍ تَنسَـكِـبُ
وَ يَـدُورُ عَـلَـيَّ بِـأَقـداحٍ
لِلخَمـرِ بِنَظرَتِهـا هُــدُبُ
تَتَقَطَّـرُ خَـمـرَةُ شَفَتَيـهـا
بِـدَوالٍ ضَـجَّ بِهـا عِنَـبُ
وَ رِضابُ القُبلَةِ - وَيحَ فَمِي -
طَـلٌّ مِـن مَنبَعِـهِ عَــذِبُ
مـاءٌ ؛ مَطَـرٌ ؛ بَـرْدٌ ؛ بَـرَدٌ
بَرقٌ ؛ رَعدٌ ؛ غَيـمٌ ؛ سُحُـبُ
وَ طُيُوفٌ تَرقُـصُ فِـي غُنُـجٍ
حَولِي ؛ وَ طُيُـوفٌ تَحتَجِـبُ
لِخَيـالٍ يَتَـلَـوَّى بِـيَـدِي
شَغَفًـا ؛ وَ خَيـالٍ يَنسَحِـبُ
بِـرُؤَىً ؛ وَ عَناقِيـدِ دُمُـوعٍ
وَ هَـوَىً بِنَزِيفِـي يَختَضِـبُ
وَ أَنا وَ الوَهـمُ عَلَـى قَـدَرٍ
نَتَلاقَـى , يَجمَعُنـا شَـغَـبُ
مـا بَيـنَ فَناجِيـنِ عَـذابِـي
وَ دُخانِـي فِكـرٌ مُلتَـهِـبُ
وَ رُفُوفٌ لِلحَسـرَةِ نُضِـدَتْ
بِأَكُـفِّ اليَـأسِ بِهـا كُتُـبُ
صَفَرًا ؛ يَا حُلـمُ أَسِيـرُ لَهـا
وَ المَوعِدُ - إِنْ صَدَقَتْ - رَجَبُ
فَأَنُـوحُ ؛ فَتُجهِـشُ قافِيَتِـي
بِحُرُوفِ الشِّعـرِ ؛ فَتَنتَحِـبُ
يا طُـولَ الوَقـتِ يُضَرِّجُنِـي
بِدِمـاءِ الصَّـبـرِ فَأَرتَـقِـبُ
أَيَّانَ المَوعِدُ ؟ ضـاعَ فَمِـي !
وَ ثَوَى فِي مُقلَتِـيَ التَّعَـبُ !
حَضَرَ المِيعادُ , وَ ما حَضَـرَتْ
فَالقَهرُ - شِغافِـي - يَجتَـذِبُ
وَ انهَـدَّ الـعَـزمُ فَلاقـانِـي
عِوَضًا - يا وَيلاهُ - العَطَـبُ

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي