الخلق القويم في مقابل الفهم السقيم:
في الحوارالشيعي/ السني وفي الغالب، هناك مشكلة تواجه المحاور الشيعي في كل حوار مذهبي، إن كان ذلك في شبكات الحوار،أوعلى مستوى الثقافة العامة، كواقع يعيشه العالم الإسلامي بشقيه السني والشيعي.
وتتمثل هذه المشكلة، في جملة من الأمور(كلها نتيجة للفهم السقيم عند الأخ السني) ندرسها تحت العناوين التالية:
1- التعامل مع الشيعي بحساسية مفرطة:
يتركزالنشاط الدعوتي في المحيط السني عادة، عندالأحزاب والحركات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين وحزب التحرير، والجماعة الإسلامية الفلانية و....الخ
ولكون هذه الحركات تدعولتطبيق الشريعة الإسلامية والعودة إلى الأصول، جاءت دعوتها لتتوافق وتتطابق مع الدعوة للإقتداء بالسلف، ومن هنا جاءت التسمية بالسلفية والممثلة بالحركة الوهابية التي وجدت في شبه الجزيرة العربية، في بدايات القرن الماضي.
وعندماتكون الدعوة مستندة إلى فكرة العودة إلى الأصول،عند تلكم الحركات، تنشأ الحساسية عادة، من كل دخيل على ألأصول.
وهكذاأصبح الشيعة مستهدفين في المقام الأول، من كل مايخالف الأصول، كمايراها الدعاة بالعودة إلى تلك الأصول!! وذلك بإعتبار التشيع مبدأا طارئا على الجسم الإسلامي المتمثل بعموم أهل السنة.
الحساسية من الشيعة، ومن كل طرح شيعي في الساحة!!وبسبب الفهم السقيم عند السني، لهاما يبررها في نظرالسلفيين!! لأن السلف لم يعرفوا شيئا إسمه تشيع وشيعة!!
ففترة حكم الخلفاء الراشدين، والحكم الأموي والحكم العباسي وغيرها، من العصور الذهبية(ذهبية من ناحية الفتوحات) اللاحقة، والتي مدت رقعة الوطن الإسلامي، إلى شبه القارة الأيبرية غربا والصين شرقا. كلها كانت فترات إزدهارالأسلام ونموه، في ظل حكومات سنية، لا تعرف شيئا إسمه شيعة وتشيع. كمايراها السلفيون.!! أوكما يحلولهم تصورها.
وهذا ماعلق وتجذرفي فكرالمسلم السني!! فماهومحل التشيع والشيعة من الأعراب، في جملة الإسلام السني، الممتد على طول فترة الحكم الأسلامي وعصوره المجيدة الزاهية؟؟
ولمواجهة تلك الحساسية الظالمة والمفتعلة، بسبب الفهم السقيم، في أكثرالأحيان!! توجب على المحاور الشيعي أن يتجاوزها كعقبة كأداء!! لإيصال رسالته إلى إخوته أهل السنة.
تجاوزتلك العقبة الكأداة يجب أن يتم بالخلق القويم، ومن هنا جاء عنوان المقال!!
تجاوزتلك العقبة الكأداء، مسألة ليست بتلك السهولة، وتستبطن بعض الصعوبة!! لكون الشيعي يواجه تيارا فوارا مندفعا بقوة!! وبنفس الوقت مختزنا في ذهنه، بإن السلف الصالح، هو أهل سنة وجماعة، وماعدا ذلك، دخيل على الإسلام، يجب التخلص منه، ورميه خارج الساحة بكل وسيلة.!!
وهذايعني، بأن التعامل هنا، ليس مع باحث هادئ وادع من أهل السنة، بل مع مجتث صاخب مندفع!! وفي نفس الوقت متنمرا، يرى الحق معه والباطل مع غيره!!!
والسؤال المهم هو:
كيف يمكن تجاوزهذه الصعوبة؟؟ لإفهام السني بإن التشيع ليس دخيلا على الإسلام، كما تجذر في فهمك وفكرك يااخاناالسني!!
هناك أكثرمن إسلوب لتجاوزالصعوبة!
فهناك إسلوب التصدي والإفحام.
وهناك إسلوب التهدي والإعلام.
وهناك إسلوب التعاطي عن بعدياكرام.
أ- إسلوب التصدي والإفحام
إسلوب المواجهة والتصدي، بل وحتى الإستبسال بالتمادي والتعدي!!! قد يكسبك الجولة، لتفرض أمرك بالقوة والصولة، ولكن يبقى السؤال، وماذا بعد ذلك؟؟
وبكلمة أخرى ومادمنا في ساحة حوار، لوألقمت محاوري حجرافي حوارعقلاني، موثق من مصادر فقهية ودينية معتبرة عند من أحاوره!! يبقى السؤال كماهو:
وماذا بعد أن كسبت الجولة في صولة حوارية مفعمة بالتوثيقات؟؟
ب: إسلوب التهدي والإعلام.
وماذاعن الأسلوب الرحيم المسالم، والموادع الغير متخاصم ؟؟ هل ينفع إذا إستبعد الأسلوب الأول؟؟
للإجابة على هذا السؤال، هناتوجد إشكالية في كيفية التعامل الهادئ، مع من يعتبر نفسه أصلا وعلى حق، ويتصورك فرعا ضالا ومتمرداعلى الحق!!!!
الخضوع والخنوع رغبة في رفد الصالح العام، على حساب القناعة!!! يوقع الشيعي في إشكال شرعي قد تظهرنتائجه لاحقا.
ج: إسلوب التعاطي عن بعد ياكرام:
فكرة التعاطي عن بعد قد تنجح، ونعني بها عدم التصدي فالتعدي!! ولكن تعاطينا يكون بإنجازاتنا على صعيد الواقع المعاش، والبعيد عن المواجهة المذهبية.
فهي تقوم على إساس الإنجازالإسلامي الباهر، والشاخص الظاهرعلى صعيد واقع مجموع الإمة الإسلامية، ولكن بجهد ذاتي شيعي مميز !! ومن دون مبارات أومضاهات مع أي نوع من النشاط الإسلامي السني.
فالإنتصارالإسلامي الشيعي في إيران!! ومثله في الجنوب اللبناني، حصل مع قوى خارجية،غير مسلمة، وكان بمثابة رسالة صامتة، ولكن بنفس الوقت محفزة قارصة للطرف السني !!
فالزلزال الإسلامي الذي حصل في إيران(كماأسماه المقبورموشي ديان)،أوجد رجة في العالم الإسلامي ليوقضه بإن الأقلية الشيعية المسلمة، قد حققت مافشلت في تحقيقة الغالبية السنية المسلمة!!
ثم جاء الأنتصارالثاني في جنوب لبنان ليؤكد للعالم الإسلامي السني ، وبين النخبة المثقفة منه!!! بإن هناك خطأ ما، في النظرة والتفكيرعن الشيعة!! وهناك كنز مهدور!!! يتمثل في مدرسة أهل البيت الجهادية وصراعها مع الباطل!!
وكان من نتائج ذلك إنتشارالتشيع، وحركة الأسبتصار، لنهج آل بيت الرسول في العالم الإسلامي بشكل لم يسبق له مثيل.!!!
وأيضا كان من نتائجه أثره على الفكرالسلفي، في جعله يتخبط بإرهاصات مدمرة مخبولة، وحماقات مخذولة، ونتائج غيرمحسوبة مرذولة!! كان لهاأسوأ الأثرعلى مستقبل الدعوة إلإسلامية في تجييش العالم!!! وخاصة المتحضرالغربي منه!! ضد الإسلام والمسلمين.
فبعد أن كانت النخب المثقفة، وخاصة في العالم الغربي تنظرللإسلام، ورسالة الإسلام، نظرة جذب وأعجاب!!! أصبحت تنظرله نظرة رعب وإرهاب!!!!
وللموضوع بقية: