بَيعَة ..

...






حَـربُ الرَّعـاعِ بِثَـورَةِ المِزمـارِ
وَ رَبـابَـةٍ كَــرَّارَةِ الأَوتــارِ
هَبُّوا بِقَرعِ الدَّفِّ ؛ حامِينَ الحِمَـى
وَ تَأَبَّطُوا غَضَبًـا بِصَنـجِ الـزَّارِ
الثَّابِتُونَ عَلَـى المَنابِـرِ ؛ جُلُّهُـمْ
مُتَرَنِّحُـونَ مِـنَ الوَغَـى بِـدُوارِ
وَ القاهِرُونَ ؛ إِذا الشُّعُوبُ تَضَجَّرَتْ
صَلَبُوا الأَمانَةَ فِي جُـذُوعِ العـارِ
ضَرَبُوا بِأَقـداحِ الخِيانَـةِ لِلدُّنَـى
- يا رَاحُ - أَمثِلَـةً مِـنَ الإِيثـارِ
بَدَلُوا - وَ لَا رِمشٌ يَرِفُّ - خُيُولَهُمْ
بِكَواعِبٍ رَقَصَتْ عَلَـى الدِّينـارِ
جَـرُّوا بِثَـوبِ الفاتِحِيـنَ عَبـاءَةً
رَغـمَ الهَـوانِ نَسِيجَـةً بِالغـارِ
يا رِيحُ ؛ كَالطَّودِ الوُلَاةُ ؛ صُمُودُهُمْ
فَلتَـأتِ ؛ أَو لَا تَـأتِ بِالإِعصـارِ
يا غَيمُ ؛ إِنَّ الأَرضَ بَعضُ خَراجِهِمْ
فَلتَـأتِ ؛ أَو لَا تَـأتِ بِالأَمطـارِ
يا عُربُ ؛ عاصِمَةُ الرَّشِيدِ تَحَطَّمَتْ
وَ القُـدسُ نائِحَـةٌ بِظِـلِّ جِـدارِ
يا ثَـأرُ ؛ غَـزَّةُ كَالمُؤَمَّـلِ نُصـرَةً
مِنْ أُمَّـةٍ وَقَفَـتْ بِجُـرفٍ هـارِ
يا شِعرُ ؛ لَستُ بِقادِحٍ أَعراضَهُـمْ
فَجَمِيعُهُـمْ مِـنْ زُمـرَةِ الفُجَّـارِ
لَا لَستُ أَهجُوهُمْ , لِأَنَّ هِجاءَهُـمْ
كَالـرَّادِعِ الذُّؤبـانَ بِاستِنـكـارِ
لَا لَستُ أَهجُوهُمْ , فَبَعضُ هِجائِهِمْ
دَنَـسٌ إِذا مـا سِيـقَ لِلأَشعـارِ
لَكِنَّنِي - مُ اللَّهِ - أُوقِـدُ شَمعَـةً
بِظَـلامِ لَيـلٍ زائِـفِ الأَقـمـارِ
وَ أَدُلُّ مَنْ خَالُوا الرَّحِيقَ عُصـارَةً
نَضَحَتْ عَنِ الأَشواكِ فِي الصَّبَّـارِ
لَو شِئتُ أَكتُبُ ما تَرَكتُ جَرِيـرَةً
إِلَّا وَ قَـدْ أَحرَقتُـهـا بِالـنَّـارِ
أَو شِئتُ مَدَّ قَصِيدَتِـي لَمَدَدتُهـا
سَيفًـا يُمَـزِّقُ عُصبَـةَ الكُـفَّـارِ
وَ وَصَلتُها أَلفًـا بِأَبياتِـي ؛ فَلَـمْ
أَرحَمْ شَقِيًّا مِـنْ حَرِيـقِ شَـرارِي
لَكِنَّنِـي بِالشِّعـرِ أُثبِـتُ بَيـعَـةً
لِكَتائِـبِ الأَبطـالِ وَ الـثُّـوَّارِ