بيت قديم ينتظر الرحيل
بوابة هدمت على رأس ذليل
وصراخ محتضر
يشهد الترتيل
يسأل في الورى ألف جيل وجيل
ألم تسمع صوت الدماء تحتضر؟
ألم ينهك الجرح عن البكاء؟
عن العويل ؟
يا ألف ناع ٍ يأتنا .. وألف الف هذيل
ياأيها القدم الكسير بأرضنا
يسعى على موتانا
ويشرب من لظانا
ويخنقُ حرفَ الهجاءِ يسيل
دفئ سيولَ الليل
وانشرْ دموعَ الغيم
واقطفْ ظلالَ الخيل
رتل على القبور الصهيل
أأنت السجين بوطن الخلود ؟
وأنت الهارب نحو السدود ؟
يعاقر حين يفيق الحدود ؟
ويصمتُ ذلُ هدير الغروب
ويسكتُ جبنُ زئير الأسود
وتجري وراءَ الهروبِ
طريقاً يطول
انثرْ على الحروف الفرار
وامسح بكاءَ الجدارِ بنار
واذبحْ على ضفافكَ
شمسَ الأصيل
شُباك بيتك أرداهُ الحريق
وستائرُ العز ِ
ضاجعها السفيق
تشتكي التمزيق
والنور خلف وسادة سكرى
نامَ غطاهُ الأفول
وأختر الآن بين المآل
وضيمَ الرجال
وذلٌ يجول
فإما تزولُ وإما تزول
فودعْ خلودَك عند المعابر
قرب المقابر
لا تـُنـْهـِكْ عدوَكَ كي يحملوك
أو يحرقوك
فالوقتُ عند الرحيلِ
عجول
أُتـُراكَ أحضرتَ الكفنْ
وكتبتَ على الوصيةِ عارَ الوطنْ
وسكبتَ فوقَ أرواح أبنائك
بعضَ الوهن
خدرْ جـراحك كي ما تزول
لا لا لا تعود
وانسَّ الذي أوصاهُ زوجـُك َ
ولقاه أمُك والجدود
واخفض تحتَ الجدارِ رأسكََ
فالجدارأعـَّياهُ السجود
غدا سجودُك
للصمود بديل
يا دار الأهات
وسُحـْب الشتات , وصوت الموات
أتلك ديارُ مجدٍ
سليل الأصول .
ويهتفُ تحت الرماد الحجر
يفر من سيفه الخطر
يحرقُ وجهَ التولي العميل
ها قد حيـيتُ
فلتسمعوني حينَ أقول ...

ولتسمعوا حين الحسامُ يجول
حين الجمادُ عنكم يصول
فإني لغزة جئت الرسول
لا لن أذول لا لن أذول لا لن أذول


أبو عباد