مجيد حسيسي


يا ليل..


يا ليلُ لستَ بصاحبي

قد خنتني متنكرًا لمبادئي
اوقعتَ َنجما ً من سمائي
زيّنتْه موانئي..
وصلبتَني...
كالفجر يشنقُ نفسَهُ
طفلا
وبعضًا من شموعْ
والصوتُ تخنقُه الدموع..
وصلبتَني..
ايقونة ً قربَ الهلال..
بأرض قانا في الجنوبْ
وبأرض غزّةِ هاشمٍ
شوّهتَ فيها عزّتي
وصلبتني فوقَ النّدوبْ.
يا ليلُ قد قطّعتَني
كقطاعِ غزّةَ ..محدِثًا..
شرخًا بأبعادِ الدّروبْ
يا ليلُ ضاعتْ عِزوتي
وتفتّتت معَها القلوبْ.

ما عدتَ يا ليلي صديقي..
لستَ من أترابنا..
لستَ الذي يومًا.. يتوبْ!!

يا ليلُ قد أفجعتني
وسرقتَ مني لعبتي
ورميتـَها تحتَ الركامْ..
يا ليل قد افزعتني
وحشرتني وسْط َ الزحامْ
ورميتني مع اخوتي
في القبر نسألُ عن سببْ
هشّمتَنا.. قطّعتَنا
للنار صرنا كالحطبْ
وتقولُ إنّك صاحبي
والموتُ.. حنّاهُ الغضبْ!!

يا ليلُ.. لستُ نديم َمن...
سرق البراءة َ واللعبْ..
من طفلِ غزّةِ هاشمٍ..
من طفلِ قانا...وانسحبْ!!!