نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي الحب في زمن الحرب ..



الحُبُّ فِي زَمَنِ الحَرب ..




...








" أَروَى " ؛ رَوَى القَهرُ أَحقادِي , فَلا تَأسِي
وَ لتَعذُرِينِـيَ إِمَّـا أَظلَـمَـتْ نَفـسِـي
أَرَى نُعُوشًـا عَلَـى الأَكتـافِ حَامِـلَـةً
جُثمـانَ عِشقِـيَ فِـي صَفَّيـنِ لِلرِّمـسِ
فِي كُـلِّ يَـومٍ هَـوانٌ لَا انقِطـاعَ لَـهُ
كَأَنَّمـا اتَّصَـلَ التَّـارِيـخُ بِالنَّـحـسِ
تَسُـودُ فِينـا كَـراسٍ فَوقَهـا نُصُـبٌ
زِيـدَتْ إِلَـى خَشَـبِ الإِذلَالِ بِالجِبـسِ
لَا يَقـدِرُونَ عَلَـى صَـدِّ الـغُـزَاةِ وَ لَا
يَستنَفِـرُونَ سِــوَى دَوَّارَةِ الـكَـأسِ
فَنَحـنُ مَـنْ فَرَّقَتْنـا طُغمَـةٌ حَكَمَـتْ
بِالغِشِّ ؛ بِالبَطشِ ؛ بِالتَّدلِيـسِ ؛ بِالـدَّسِّ
وَ الشَّمسُ تَسطَعُ , لَكِنْ نَحنُ مَنْ عَمِيَـتْ
أَبصارُنا - وَيحَنا - عَنْ رُؤيَـةِ الشَّمـسِ
نُوحِي دِيارَ أَبِـي , وَ استَمطِـرِي غَضَبًـا
مِنْ خَائِـرِ العَـزمِ فِـي دَوَّامَـةِ اليَـأسِ
هَذِي " فِلِسطِينُ " ؛ تَشكُو مِـنْ خِيانَتِنـا
فَنَوحُ " غَـزَّةَ " يَقفُـو أَنَّـةَ " القُـدسِ "
وَ نَخلُ " بَغـدادَ " مُـذْ بِعنـا ضَمائِرَنـا
يَـذُودُ بِالنَّعـلِ لَا بِالسَّيـفِ وَ التِّـرسِ
مَا أَجهَشَتْ مُقَلُ " الجَولَانَ " فِـي أَسَـفٍ
إِلَّا وَ أَردَفَهـا " لُبنـانُ " فِـي بُــؤسِ
وَ أَنـتِ تَعتَقِدِيـنَ الـحُـبَّ مَسـأَلَـةً
بَعِيدَةً عَـنْ شُـؤُونِ الحَـربِ وَ الحَبـسِ
لَكِنَّـهُ بَعـضُ شَـأنِ المَـوتِ مُرتَـبِـطٌ
مَعْ وَاقِعِ الحـالِ بَيـنَ اليَـومِ وَ الأَمـسِ
فَكَيفَ أَهوَاكِ يَا " أَروَى " ؟ وَ لِي وَطَـنٌ
تَلُوكُهُ الحَـربُ وَ الثَّـاراتُ بِالضَّـرسِ !
وَ كَيفَ أَلقاكِ ؟ وَ الأَطفالُ - وَيحَ دَمِي -
دِماؤُهُمْ سُفِكَتْ فِـي غُرفَـةِ الـدَّرسِ !
وَ كَيفَ لِي أَنْ أُحِبَّ اليَومَ فِـي تَـرَفٍ ؟
وَ أَنْ أُقِيـمَ عَلَـى أَشلائِهـمْ عُرسِـي ؟
هَـلْ تَنفَـعُ الشَّفَـةَ الحَمقـاءَ قُبلَتُهـا ؟
وَ " غَزَّةُ الدَّمِ " تَحتَ القَصفِ وَ الهَـرسِ !
نِساؤُنـا ؛ أَهلُنـا ؛ أَطفالُنـا ؛ قُتِـلُـوا
وَ نَحنُ كَالبُكمِ ؛ وَ العُميانِ ؛ وَ الخُـرسِ
يُذَبَّحُـونَ عَـلَـى مَــرأَى تَفاهَتِـنـا
وَ نَصرِفُ الليلَ بَيـنَ الضَّـمِّ وَ الهَمـسِ
نَظَـلُّ نَبحَـثُ عَـنْ تَبـرِيـرِ ذِلَّتِـنـا
فِي غَضبَـةِ الغُـرَفِ الحَمـراءِ بِالجِنـسِ
زِيدُوا السُّؤَالَ - نَعَمْ - تَشهَـدْ أَسِرَّتُنـا
بِما حَصَدناهُ - بَعدَ الصَّمتِ - مِنْ تَعـسِ
" أَروَى " ؛ أُحِبُّكِ , لَكِنْ لَيسَ أَكثَرَ مِـنْ
حُبِّـي لِأُمَّتِـيَ المَوصُـولَـةِ النَّـكـسِ
" أَروَى " ؛ إِلَيكِ مَعَ الأَشـواقِ مَعذِرَتِـي
فَالحُبُّ فِـي زَمَـنِ النِّيـرانِ كَالرِّجـسِ