عرفت الطريق إلى الله
أجلس وحدي قرب المدفأة وصوت عقارب السّاعة يعكّر صفوي ومقاطع الأغاني المنبعثة من غرفة أخي تشغلني عن دراستي وتجعلني أملُّ منها
.... ولكن السؤال.... بماذا سأفكر؟
أأفكر بسيجارة كالمدخنين ؟
أم أفكر بقطعة حلوى كمرضى السّكر ؟
أم أفكر بالحرية كالأسير والسجين ؟
أم أفكر بالدنيا الزائلة ؟
أم بالأموال التافهة ؟

فبماذا سأفكر؟؟؟
خطر على بالي النوم لكن عيناي ترفضان وتفضلان السّهر
.. فقررت أن أدرس ولكن عقلي لم يعد يتحمّل المزيد بعد هذا النّهار الطويل الشّاق .. فهممت أن أحضر آلة التسجيل وأستمع إلى بعض الأغنيات.. وإن سمعتها فما الذي أجنيه ؟ ضيّعت وقتاً...أهدرت عمراً...شغلت فكراً...تعبت سهراً...مللت حياةً... .

ولا زال السّؤال نفسه يشغل بالي
... فماذا أفعل ؟
كلّ ما أعيشه هو الفراغ الذي يتملّكني منذ أن انشغلت بأمور الدنيا عن الآخرة ، وما جعلني أكتب عن الآخرة هو تذكري إياها بطريقة غريبة وأنا أمشي في عِرْض الشّارع عائدة من المدرسة وإذ بسيّارة تطلق صوتها المزعج لتقيني من حادث مروّع ، ولكن
... إذا حصل هذا الحادث ... فما الفرق؟ ألسنا كلّنا معرّضون للموت ؟ ألسنا كلنا سوف نؤول إلى غرفة صغيرة مظلمة وموحشة ؟ فما الفرق في أن نموت الآن أو نموت غداً أو نموت بعد حين ؟
الفرق هو أن لكل إنسان عمر سيعيشه ولكن إن قضاه بتقوى الله ورضا فقد فاز في الدنيا والآخرة وإن قضاه بتمسّك في الدّنيا فقد خسر
.

لذا
... فإنني أقول لنفسي ولجميع الفتيات وخاصة المراهقات أن الفراغ الذي نشعر به ليس إلا بُعْدٌ عن الله عزّ وجل خالق الأكوان وليس الحبُّ والعشق والغرام ، وإن أضعنا أنفسنا بهذه الأمور التّافهة فقد خسرنا الدّنيا والآخرة .

الزّاهدة في الدنيا



???? ?????