من تحت أنقاض الكلام



بالله أي قصـيـدة لا تـذهــب
صوب المدى ولها المشاعر مركب
وإلى هنالك لست أدري وجهتـي
إلاك يـا شرفـا لــه أتـقـرَّب
ولجام خوفي تحت مرمى جفلـة
مني تماطـل كـل ريـح تُركـب
آثرت توثيق الصبابة فـي عـرا
أسفٍ على حلـم يعـود ويذهـب
والآن محبرتي تنوء بحملهـا ال
ممحاة تعفو والأصابـع تشطـب
عهدي بضاحية المشاعر نجمـة
سكنت وعنها الصحو لا يتغـرَّبُ
فبأي بيـت يـا قصيـدة أمتـي
نامت وغزة ُ كل بيـت ٍ تلهـب؟
وبـأي أحذيـة تنـال عروبتـي
وجها له في كل سـبِّ موجـبُ؟
وأرى وجوها أينعـت وحصادهـا
في بيـدر الأيـام قرنـا يتـرب.
فلمَ احتجبت عن اليراع ودفتـري
ملَّ الأصابع وهي عنِّـي تغـرب
أنزاحُ عن لغـة تبعثـر حولهـا
معنى وآخـر بالنقائـض يلعـب
ويظل وجه الجبن يلتحف الكـرى
وينام ملء الذعـر فيـه الأرنـبُ
وسرير غزة بيـن حبلـيْ كربـة
ملء الدماء يصول فيـه الثعلـب
فلمَ التباكي حول نعـش هزيمـة
إن زاحم الدمعَ الضريرَ المنكب ؟
فخذي عيوني يا قصيدة ُ واكتبـي
بطلُ الكلام إلى الوغـى لايذهـبُ
وأراه يعتنـق الخبـاء وسيفـه
قلـم بألـوان الوجـوه مُذهَّـبُ
الحبر أصبح من شرايين الثـرى
لغـة بأشـلاء القوافـي تَثْعَـبُ
ونمى إلى سمـع الدفاتـر طفلـة
تعبيرهـا لـم يختلسـه الملعـبُ
وهناك في طرف المعاني جملـة
دوَّى بها شرقُ الصدى والمغـربُ
وقصيدة تحت انحسـار مدادهـا
لاح اليراع بشعر غـزة يشجـب
يا غزوة الكلمات غزة حاصـرت
بدمائهـا دربـا إليـه سنذهـبُ
بالله أي قصـيـدةٍ لا تـعـتـب
إن غبت عنها والهوى يتأهـب؟
فالشعر قطَّب حاجبيه ولـم يكـنْ
من قبلُ عن وجه المعاني يَغْرُبُ!!
آسى عليه اليـومَ كيـف تركتِـه
طـفـلا، ولا أمٌّ لـديـه ولا أبُ
من تحت أنقاض الأنين أسرَّ لـي
شكواه من صمتِ الدماءِ المكتـبُ
متناقضـان أنـا وليلـي كلمـا
نسج الكرى عيني طار الكوكـب
والحلم لم يعثر عليـك بمرقـدي
أو بالسهاد،فهل لعذرك مشجب ؟
والفكر ما بين التمهـل والـرؤى
والقلب فيه لكـل نـزف مذهـب
متصالحان على بسـاط والهـوى
خصم ومحكمة الهـوى لا تكـذب
قد صعَّدا قلبي إلى مرمى الصـدى
والآه مابيـن المشاعـر تلعـب
حينا على سـاق التَّريـث فكـرة
تمشي وحينا عن يراعي تهـرب
والليل أحمل همـه فـي جعبتـي
أين ارتحلت وأين حل المضـرب
أرعاه بالسهد المعتق فـي دمـي
ويد البدايـة بالرعايـة ترغـب
أعلنت في صمت انعتاقي من لظى
همس ٍ،بأنـي للقصيـدة أهـرب
لكـن أشبـاح النهـار تصدنـي
فأردهـا، وإلـى عيونـك أذهـب
وأنـا وفاكهـة الخيـال وقهـوة
والصحو في كنف التململ عقرب
فـي كـل نافـذة تطـل برأيهـا
وتغض صفحا عن يراع يغضـب
فأعيد ترتيبـي أنضدنـي علـى
ناي تقاعس عن يديـه المغـربُ
وإذا ربابُ إليـك غـزة تنحنـي
وعيونها بـدم الشهـادة تكتـبُ
فبـأي آلاء الشهـور سأكـتـب
همَّا يخالطه دمـي، يـا زينـبُ؟



ــــــــــــ
غرة شهر المحرم 1430، الموافق لـ 29/12/2008
الكويت .