نهاية و بداية
فضيلة الشيخ هاني حلمي


عن عبد الله بن السائب قال : سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ما بين الركنين:نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي (ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار) . [ رواه أبو داود وحسنه الألباني ]
فعند نهاية الطواف يسن للعبد أن يقول هذه الدعوة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ، وأنا أسألك بالله قبيل نهاية عام هجري مبارك ،
ما حسنتك التي قدمتها في هذا العام ؟وماذا ادخرت لآخرتك ؟؟؟
دعونا نتفق على معاني عند ختام عام وبداية آخر :
أولًا : " إنما الأعمال بالخواتيم " وإن الخيل إذا قاربت نهاية السباق جدت وأخرجت أحسن ما عندها ، فأحسن فيما بقي عسى أن يغفر لك ما قد مضى .
ثانيًا : " ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون " لا تنظر للوراء ، بل امتثل لقوله تعالى : " ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ " ما مضى فات ومات " لكيلا تأسوا على ما فاتكم " ففكر من الآن كيف ستختم هذا العام بما يمحو من الذاكرة هفوات وزلات الماضي .
ثالثًا : تدبر من أين تؤتى ؟؟ لتبدأ صفحة جديدة مع الله تعالى من منطلق الوقوف على أسباب التعثر ، والعزيمة على التغيير فيما سيأتي . وتذكر { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
رابعًا : اتخذ من الآن ( كشف حساب ) دقيق لتحركاتك وأفعالك ، وعيِّن عيوبك الواضحة ، اكتب في دفترك خمسة من هذه العيوب ، وعاهد ربك على التخلص منها في عامك القادم إن شاء الله تعالى ، وكذلك خمسة إنجازات اصدق الله في أدائها .
مثلا : ( حفظ القرآن ، الانتهاء من الفرض العيني في العلم الشرعي ، إصلاح الفرائض ، إصلاح النوافل بتثبيت أوراد في نوافل الصلاة لا يقل عن (12 ركعة ) وفي الذكر ( محافظة على أذكار الصباح والمساء ، والأذكار الموظفة ) وفي قراءة القرآن ( قراءة ما لا يقل عن جزء يوميًا ) ، انجاز دعوي ( على مستوى الأهل والعشيرة ) أو ( على مستوى الأصدقاء والزملاء ) ، القيام بعمل بر كبير ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ) وهكذا ..
خامسًا : اجعل على رأس اهتمامات فيما تبقى من العام الحالي وما سيأتي من عام قابل : تزكيتك لنفسك ، وهذا الأمر بيدك على ما يشاء الله تعالى { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }
:فتعالوا نحقق معادلة النجاح والتغيير :
الخطوة الأولى : رغبة صادقة + همة صادقة + عزيمة صادقة . قال تعالى : " فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم "
الخطوة الثانية : استعن بالله ولا تعجز ، وتوكل على الحي الذى لا يموت . قال تعالى : " فإذا عزمت فتوكل على الله "
الخطوة الثالثة : اكتب خطة العام في ضوء إمكانياتك وظروفك( سيناريو هذا العام ) .
الخطوة الرابعة : ضع الأهداف في صورة مؤقتة ، خلال اليوم ، خلال الأسبوع ، خلال السنة ماذا ستنجز إن شاء الله تعالى ؟
الخطوة الخامسة : قم بتجربة خلال هذا الأسبوع لهدف مؤقت ، وانظر في العيوب التي تسبب عدم إتمام المهمة ودوِّنها ، وأيضا في عوامل النجاح لتستثمرها .
تعالوا نبدأ من جديد ، تعالوا نستنهض هممنا لغد مشرق ، ولإنجاز حقيقي نحققه في الطريق إلى ربنا ، لا تقل : وضعت قبل هذا جداول ولم أستمر ، سأتعثر لا محالة ،
قاوم هذا بحسن الظن بالله ، فاصدق الله يصدقك
اللهم يا هادي المضلين ويا راحم المذنبين، ومقيل عثرات العاثرين، نسألك أن تلحقنا بعبادك الصالحين الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين يا رب العالمين.
اللهم يا عالم الخفيات، ويا رفيع الدرجات، يا غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا أنت إليك المصير.
نسألك أن تذيقنا برد عفوك، وحلاوة رحمتك، يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.


موقع منهج الإسلامي
http://www.manhag.net/mam/haml-almsk/nhayh-wabdayh.html