الشمعه لا تخسر شيئا ....

[مصطفى الطنطاوى]

الشمعه لاتخسر شيئا إذا ما تم استخدامها لإشعال شمعة أخرى

نحن نقنع أنفسنا بان حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج ،،،،

نستقبل طفلنا الأول،،،،

أو طفلا أخر بعده،،،

ومن ثم نصاب بالإحباط لان أطفالنا مازالوا صغاراً،،،،

ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن ،،

ومن ثم نحبط مرة أخرى لان أطفالنا قد وصلوا فترة المراهقه الآن ،،،

ونبدأ بالاعتقاد بأننا سوف نرتاح فور انتهاء هذه الفتره من حياتهم ،،،

ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سياره جديده، ورحلة سفر وأخيرا أن نتقاعد.

الحقيقه أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن.

فان لم يكن الآن ، فمتى إذن؟

حياتك مملوءه دوما بالتحديات ،،،

ولذلك فمن الأفضل أن تقرر عيشها بسعادة اكبر على الرغم من كل التحديات.

كان دائما يبدو بان الحياة الحقيقية هي على وشك أن تبدأ.

ولكن في كل مرة كان هناك محنه يجب تجاوزها ،،، عقبه في الطريق يجب عبورها ، عمل يجب انجازه ،،، دين يجب دفعه ،،، ووقت يجب صرفه، كي تبدأ الحياه .

ولكني أخيراً بدأت أفهم بأن هذه الأمور كانت هي الحياه.

وجهة النظر هذه ساعدتني أن افهم لاحقا بأنه لا وجود للطريق نحو السعادة.

السعادة هي بذاتها الطريق.

ولذلك فاستمتع بكل لحظه.

السعاده هى رحله وليست محطه تصلها

لا وقت أفضل كي تكون سعيدا أكثر من الآن

عش وتمتع باللحظه الحاضره

الآن فكر واجب على هذه الأسئله:

1. ما أسماء الأشخاص الخمسه الأغنى في العالم؟

2. ما أسماء ملكات جمال العالم للسنين الخمس الماضيه؟

3. ما أسماء حملة جائزة نوبل للسنين العشر الماضيه؟

4. ما أسماء حملة اوسكار أفضل ممثل للسنين العشر الماضيه؟

لا تستطيع الإجابة؟ إنها أسئلة صعبة أليس كذلك؟

لا تخف، لا احد يتذكرهم جميعا.

التهليل يموت ويختفي ويضمحل

الجوائز يسكنها الغبار

الفائزون يتم نسيانهم بعد فتره قصيره

الآن اجب عن هذه الأسئلة:

1. أعط أسماء ثلاثة أساتذه اثروا عليك في حياتك الدراسيه.

2. أعط أسماء ثلاثة أصدقاء وقفوا معك في وقت شدتك.

3. فكر في بعض الأشخاص الذين جعلوك تفكر بأنك شخص مميز.

4. أعط أسماء خمسة أشخاص يعجبك قضاء وقتك معهم.

هذه الأسئله أسهل من تلك، أليس كذلك؟

الأشخاص الذين يعنون لك شيئا في الحياة، لا احد ينعتهم بأنهم الأفضل في العالم، ولم يفوزوا بالجوائز وليسوا من اغني أغنياء العالم.

هؤلاء هم الذين يهتمون ويعتنون بك،، ويتحدون الظروف


للوقوف إلى جانبك وقت الحاجه

فكر بهذا للحظه

الحياه قصيره جدا

وأنت،إلى أي مجموعه من المجموعتين أعلاه تنتمي؟

أساعدك .دعني

أنت لست من ضمن الأكثر شهره في العالم، ولكنك احد الأشخاص الذين تذكرتهم عندما رغبت بكتابة هذا المقال لهم.

في احد المسابقات فى اولمبياد سياتل، كان هناك تسعة متسابقين معوقون جسديا أو عقليا، وقفوا جميعا على خط البدايه لسباق مائة متر ركض. وانطلق مسدس بداية السباق، لم يستطع الكل الركض ولكن كلهم أحبوا المشاركه فيه.

وإثناء الركض انزلق احد المشاركين من الذكور، وتعرض لشقلبات متتالية قبل أن يبدأ بالبكاء على المضمار.

فسمعه الثمانية الآخرون وهو يبكي.

فابطأوا من ركضهم وبدأوا ينظرون إلى الوراء نحوه.

وتوقفوا عن الركض وعادوا إليه ... عادوا كلهم جميعا إليه.

فجلست بجنبه فتاه منغوليه، وضمته نحوها وسألته: أتشعر الآن بتحسن؟

فنهض الجميع ومشوا جنبا إلى جنب كلهم إلى خط النهاية معا.


فقامت الجماهير الموجودة جميعا وهللت وصفقت لهم، ودام هذا التهليل والتصفيق طويلا....

الأشخاص الذين شاهدوا هذا، مازالوا يتذكرونه ويقصونه.

لماذا؟

لأننا جميعنا نعلم في دواخل نفوسنا بان الحياة هي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا.

الأمر الأكثر أهمية في هذه الحياة هي أن نساعد الآخرين على النجاح والفوز، حتى لو كان هذا معناه أن نبطئ وننظر إلى الخلف ونغير اتجاه سباقنا نحن.

الشمعة لاتخسر شيئا إذا ما تم استخدامها لإشعال شمعة أخرى