العلاقة بين بني صخر والعدوان
عن موقع/بني صخر المهباش
http://forum.almhbash.com/index.php?...ic=14025&st=10
كانت العلاقات بين بني صخر والعدوان تتأرجح بين الشد والجذب.
أ) من مظاهر التعاون بين بني صخر والعدوان
ذكرنا فيما مر بعض أوجه التعاون بين القبيلتين، ونضيف ما يلي:
1) وقفت القبيلتان صفاً واحداً في وجه إبراهيم باشا، ولكنهم اندحروا ووقع ذياب العدوان أسيراً بيد جيش إبراهيم باشا، ونفي إلى حمص وبقي فيها سجيناً إلى عام 1841م.

2) في أواخر القرن التاسع عشر، تحالف العدوان وبنو صخر لمقاومة السلطات التركية.

3) كان للشيخة عليا بنت ذياب العدوان دوراً في إبعاد الرولة عن ديار بني صخر. حيث أنه في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي غزا بنو صخر عنزة عدة مرات توفقوا فيها كلها تقريباً، لكنهم لم يبلثوا أن إنقسموا على أنفسهم بسبب الزعامة، حيث إنشق الزبن بقيادة مناور الزبن على زعامة سطام الفايز. استنجد سطام الفايز بعنزة فأنجدوه، واستغل الرولة نزوح معظم عشائر المحمد (الخرشان والجبور) إلى شمالي الأردن، وكانت فاتحة هذه الحرب الأهلية أن أغار سطام بن شعلان الذي خلف الطيار وابن سمير في زعامة عشائر عنزة على البلقاء في كون مشهور عرف بكون الشيحا حوالي عام 1887 م، ولم يقو الزبن على الوقوف أمامه، فانسحبوا إلى جهات الغور ومناطق بني حميدة. ولما استفحل الأمر تدخل الخرشان وفضوا الخلاف بين أفراد قبيلة واحدة (الفايز والزبن)، كما كان لزوجة سطام الفايز عليا بنت ذياب العدوان تأثيراً على موقف زوجها من أبناء عمه، فأوعزت إلى أحد الشعراء أن ينبهه إلى خطورة وجود الرولة في ديار بني صخر، وإلى ضعفه وذله في غياب قومه، واستغل الشاعر وجود سطام الفايز مع سطام الشعلان، فقال للشيخ سطام الفايز: أريد أن أسمعك أبياتاً من الشعر لعلها تعجبك، فقال سطام: هات، وكان يظنها مدحاً له، فقال الشاعر الشراري:
عيا السبيب وراع لأصله كحيلان *** ما زلت نفسه يوم العلايق انهزي
ربعك وزر وانت يا شيخ سلطان *** وشيخ بلا عانه ما فيه عزي
شيخ بلا عانه مثل ثوب عريان *** ثوبه خلق وموجهن للتمزي
وتفرح إليا شفت الدريبي وقمعان *** بجموعن وراهن اظعونن اتكزي
عدو جدك لا تحطه بالأوطان *** ما تعجبه آخر أيامك اتهزي

فرجع سطام بن شعلان إلى الرولة وأمرهم بالرحيل، قائلاً إن بني صخر لن يتركوكم مرتاحين في ديارهم، وقد سمعت اليوم ما يؤكد ذلك. واصطلح بنو صخر، إلا أن الزبن ظلوا منشقين بزعامة شيخهم طراد الزبن الذي آلت إليه الزعامة بعد مقتل الشيخ مناور.

4) من القصص المشهورة، قصة الشيخ الفارس نمر العدوان الذي ارتحل عن قبيلته مغاضباً لزعيمها حمود العدوان، فنزل ضيفاً على الشيخ عواد بن ذياب الموح الفايز، وشاركه في إحدى غزواته وقسم له الشيخ عواد حصة جزيلة من الغنائم، ولقي في ديار بني صخر كل محبة وتقدير، وتزوج وضحا السبيلة القضاة من بني صخر. وعند مغادرته ديار بني صخر عائداً إلى قبيلته، قال:

يا نمر قم واكتب تحايا مسك وفاح *** للموح عز الجار يا نمر وديه
حقاً لزوم الجار مثلي الياراح *** الياشاف من خبر حلالات يطريه
لولا ابو فندي قيمة البدو تنباح *** كنز الشرف والجود عواد حاويه
فنيار لكل الفضايل ومصباح *** بيت الكرم للضيف وجاره معذيه
أشهد شهادة عند طلعات الأرواح *** عوّاد يافعل الدنس مايدانيه
أشهد شهادة عند طلعات الأرواح *** عوّاد إن بيت الشعر يفتخر بيه
5) ذكر الأستاذ روكس العزيزي في كتابه عن الشيح نمر بن عدوان هذه الأبيات التي رواها الشيخ عفاش السلطان العدوان:
بني صخر اللي على الخيل صلفين *** كم سابق بالكون عاقوا جهدها
للضيف لطفين وللضد عسمين *** جيرانـهم ما مرحوا في لهدها
نطاحة الكايد على العسر واللين *** وأهل البيوت ألمن تجلو قصدها

والمعنى أن بني صخر أشداء في الحرب، كثيرة هي خيول الأعداء التي قتلوها، وأخذوا فرسانها أسرى. لطفاء للضيوف أشداء على الأعداء، يبيت جيرانهم في راحة بال لصلابتهم وبطولتهم. يقابلون أعداءهم ببطولة على أية حالة، وبيوتهم ملجأ لمن قصدها.
ورواية الشيخ عفاش العدوان لهذه الأبيات تدل على مدى الاحترام والتقدير بين القبيلتين.

ب) من مظاهر الحروب بين بني صخر والعدوان
ذكرنا فيما مر بعض المعارك التي وقعت بين القبيلتين، ونضيف ما يلي:
1) وقعت عدة صدامات بين القبيلتين منها وقعة العدسية التي وقعت في مطلع القرن التاسع عشر.

2) ومنها المعارك بين الخرشان من بني صخر بقيادة مطلق السلمان والعدوان ومعهم عشائر القرضة بقيادة نمر العدوان. وقد رويت بعض القصائد في ذلك، منها هذه الأبيات التي قالها مطلق السلمان:
يا طروش ياللي صوب غربنن تمدون***يا سامعين الصوت خوذوا وصاتي
ع نمر ابن عدوان لزوم تلفون *** ريف المقاوي وحامي التالياتي

فرد عليه الشيخ نمر بن عدوان بقصيدة طويلة، منها:

يا طروش ياللي صوب شرقن تمدون *** يا موافقين الرشد خوذوا وصاتي
ريضوا لي على مقدار بن أو غليون *** مقدار ما اغطّ القلم بالدّواة
ع مطلق السلمان لزوم تلفون *** عقب الغدا يهلي بكم للمبات
يرسل على حايل من الخور جابون *** قطّع عصبها ابماضي المرهفات
ريف المقاوي على ما يعدّون *** اللي يمينه لون نهر الفرات
يامطلق السلمان يابيرق الكون *** يامطاعن الفرسان حوف الزناتي


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::
كتبه مشكورا الأخ ناصر الصخري