اغضَبِي ..


...




مُذْ تَخِذتُ الهَوى - حَنانَيـكِ - مَذهَـبْ
أَنشَبَ الشَّـوقُ فِـي فُـؤَادِيَ مِخلَـبْ
أَنتِ عِندِي انبِعـاثُ وَجـدِيَ , جُـدِّي
نَحـوَ تَوقِـي . فَلَيـسَ مِنِّـيَ مَهـرَبْ
كَـانَ لِلحُـبِّ فِـي ضَمِيـرِي بِـنـاءٌ
فَضَـحَ الشِّعـرُ سِـرَّهُ فَهْـوُ مُـعـرَبْ
وَ حُــرُوفٌ رَفَعتُـهـا بِاشتِـيـاقِـي
بَاتَـتِ - اليَـومَ - بِاحتِراقِـيَ تُنصَـبْ
عَذَلُـونَـا ؛ لَا تَـأبَـهِـي لِـعَــذُولٍ
وَ ارغَبِـي عَنـهُ , إِنَّنِـي عَنـهُ أَرغَـبْ
فَلْيَزِدْ كُـلُّ حَاقِـدٍ - لَيـتَ شِعـرِي -
وَ لْيَقُولُوا ؛ مِنْ قَولِهـمْ لَسـتُ أَعجَـبْ
كَـذِبٌ ؛ وَ افـتِـراءُ زُورٍ ؛ وَ زَيــفٌ
مَا يَسُوقُونَ . الحُـبُّ أَهـدَى وَ أَصـوَبْ
مُنـذُ أَحبَبـتُـكِ الأَمـانِـيُّ جَـذلَـى
وَ الهَوى مِنْ مَسـارِبِ الـرُّوحِ يَشـرَبْ
فَانظُـرِي لِلسَّمـاءِ تُمـطِـرُ نَجْـمًـا
وَ انظُرِي كَيفَ صَـارَتِ الأَرضُ أَرحَـبْ
وَ المُحِيطـاتُ - بَيـنَ كَفَّـيَّ - أَحلَـى
مِنْ رَحِيقِ الزِّهُورِ - بَاتَـتْ - وَ أَعـذَبْ
وَ العَصافِيرُ الْـ: أَطرَبَـتْ كُـلَّ حِـبٍّ
مِـنْ قَصِيـدِي تَجُـرُّ لَحنًـا فَتَطـرَبْ
وَ رَبِـيـعُ الـغَـرامِ يَنـثُـرُ فُـــلًّا
بَعـدَ أَنْ كَـانَ مُكفَهِـرًّا وَ أَجــدَبْ
وَ جِـنـانُ المُـنَـى تَـمُـدُّ دُرُوبًــا
فَاسلُكِـي أَيُّـهـا أَعَــلُّ وَ أَرطَــبْ
وَ تَحَرِّي مِـنْ بَيـنِ أَضـلَاعِ صَـدرِي
مَنزَلًا - بِالمِكُـوثِ - أَحـرَى وَ أَنسَـبْ
كُلَّمـا زِدتِ فِــي عِنـاقِـيَ تَلـقِـي
فَـوقَ خَـدَّيـكِ قُبلَـتِـي تَتَقَـلَّـبْ
فَامنَحِينِـي خَـزائِـنَ الــدُّرِّ فِيـهـا
إِنَّ لِـي فِـي كُنُـوزِ خَدَّيـكِ مَـأرَبْ
وَ أَفِيضِـي عَلَـى مَسامَـاتِ عِشـقِـي
عِطـرَ كَفَّيـكِ ؛ فِـي دَمِـي يَتَشَعَّـبْ
وَيحَ قَلبِـي ؛ جَدِيلَـةُ الشَّعـرِ تَشكُـو
حَرِّرِيـهـا عَـلَـى يَــدَيَّ لِتَلـعَـبْ
وَ هَبِينِـي جَنـائِـنَ الـصَّـدرِ إِنِّــي
شَاعِـرٌ دَوَّخَ الدُّنَـى , عَاشِـقٌ صَـبْ
فَاحمِلِيـنِـي بِراحَـتَـيـكِ صَـغِـيـرًا
كُلَّمـا غِـبـتِ بِالـنَّـوَى يَتَـعَـذَّبْ
وَ استَقِـرِّي عَلَـى مَكَامِـنِ ضَعـفِـي
تَتَجَـلَّ الحَيـاةُ , وَ الوَهـنُ يَـذهَـبْ
قَرِّبِيـنِـي فَبَـيـنَ جَنـبَـيَّ شَــوقٌ
لَا يُـرَوَّى إِلَّـمْ أَكُـنْ مِنـكِ أَقــرَبْ
وَ اعذُرِينِـي إِذا تَمـادَيـتُ . نَبـضِـي
مُذْ تَأَهَّبتُ فِـي الشَّرايِيـنِ قَـدْ شَـبْ
إِنَّمـا الهَجـرُ - يَـا حَبِيبَـةُ - صَعـبٌ
لَكِنِ القُربُ - دُونَ وَصلِـكِ - أَصعَـبْ
فَاسكُبِي أَشرَبْ , وَ امنَعِي الـرَّيَّ أَعتَـبْ
وَ اكظِمِي أَرهَبْ , وَ اغضَبِي لَستُ أَغضَبْ