الأخت الكريمة نورا
أحييك تحية طيبة، ولك كل الحق في أن تسألي وتحاوري وتتدخلي فنحن بالمحصلة بشر قد نصيب وقد نخطئ فأهلاً بك.
الشهيد غسان كنفاني لم يعد ملك أسرته فقط، بل انتشر بفعل أدبه ونضاله والتزامه ووطنيته والشهادة إلى العامّ، وإلى العالمية.
في كثير من الأحيان، عندما أرصد ما أنتجه الشهيد غسان من كتابات أدبية "روايات وقصص وخواطر" ومقالات سياسية، إلى جانب اشتغاله بالصحافة من أوسع أبوابها، وإضافة إلى مسؤولياته النضالية التنظيمية، وواجباته الأسرية والحياتية، والأمراض التي كان يعاني منها، أقول، عندما أرصد هذا الكم الهائل من الإنتاج خلال عمر زمني قصير إذ وافته المنية وهو في السادسة والثلاثين من عمره، أي في ريعان شبابه، عندما أرصد ذلك كله أقول: يبدو أن الشهيد غسان كان في سباق مع الزمن.
ولأنه خرج من الخاص الإيديولوجي إلى العام الوطني الإنساني استطاع أن يبقى خالداً ورمزاً في ضمير الناس.
وكان رحمه الله أديباً في عصره، أعني في مرحلة تاريخية معينة لها إيجابياتها وسلبياتها، واستطاع أن يتعايش مع تلك الفترة وأن يضع بصمته الباقية.
أما أنا (وقد تعلمت الكثير من غسان، وكان، وسيبقى مثلي الأعلى في الحياة)، ورغم أنني أفخر بحملي اسم الـ كنفاني، إلا أنني عدنان، ولي خطي الأدبي المختلف عن خط الشهيد غسان، وأعيش في مرحلة تاريخية مختلفة لها تداعياتها ومعطياتها، وصدقيني رغم كل الفخر والاعتزاز الذي أحمله من اسم أسرتي وتاريخها، ومن اسم غسّان وتاريخه إلا أن ذلك يشكل عبئاً إضافياً على التزامي الوطني والإنساني والأخلاقي وعلى نتاجاتي الأدبية التي أرجو أن أصل بها إلى مستوى مقبول.
ويشرفني أن تتاح لك فرصة لقراءتي.
أشكر حضورك الطيب ولتسلمي
ع.ك