اليهودية : Judaism


اليهودية هي الملة التي يدين به اليهود ، وهي أمة موسى عليه السلام ، والأصـل أن اليهودية دين سماوي حوته التوراة التي أنزلت من الله عز وجل إلى موسى عليه السلام ، ولكن أهلها حرفوها وبدلوها ، ولم تعد اليهودية - خاصة في عصرنا هذا - هي الدين الذي نزل على موسىعليه السلام ولكنها شيء آخر وقد نص القرآن الكريم على هذا التحريف ، قال تعالى : ( من الذين هـادوا يحرفون الكلم عن مواضعه )
( النساء : 46 ) ، والواقع العقلي والنقلي يؤيد هذا التحريف ، فالتاريخ يقول : إن التوراة ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد ، أي بعد موسى - عليه السلام - بتسعة قرون ، وهذا مع زعم اليهود والنصـارى أن موسى - عليه السلام - كتب هذه التوراة الحالية بيده ، إلا أن المحققين من علمائهم انتقـدوا هـذا الرأي - في العصور الوسطى- وأسقطوه ، والثابت هو أن " عزرا الورَّاق " هو الذي كتب التوراة ، وقد أثبتت دائرة المعارف الفرنسية أن موسى لم يكتب التوراة وذكر " ول ديورانت " مثل ذلك ، وقال بعض المستشرقين إن التوراة الحالية كتاب تاريخ ... أما الشيخ رشيد رضا فيقول : ( فجميع أسفار التوراة التي لدى أهل الكتاب كتبت بعد السبي ، كما كتب غيرها من أسفـار العهد القديم ، يدل على ذلك كثرة الألفاظ البابلية بها ) .
ومحتوى هذه التوراة يدل على أن التوراة التي بين أيدي الناس الآن ليست هي المنزلة وليست هي التي كتبها موسى عليه السلام بيده ، يقول الشيخ الغـزالي -رحمه الله - في كتابه ( صيحة تحذير من دعـاة التنصير ) : ( وتتحدث هـذه التوراة عن الله بعدما خلق السموات والأرض فتقول : فرغ الله في اليوم السـابع من عمله الذي عمل ، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل ، وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً ) .!!!
ألا تحسّ بركاكة العبارات والتكرار الرديء الذي يزحمها ؟ ودعك من هذا ! ألا تحس من هذا الكلام أن الخالق تعب تعباً شديداً من المجهود الذي قام به ؟ انظر إلى هذا الإسفاف في وصف الله سبحانه وتعالى، وانظر إلى الأوج العالي الذي بلغه القرآن وهو ينـزه الله من كل نقص وينسب إليه كل كمال : ( وسع كرسيّه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهمـا وهو العلي العظيـم ) ( البقرة :255 ) ، ( ولقد خلقنـا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ) ( ق:38 ) ومع ذلك فالقرآن مختلق - عندهم - وغير وحي أصيل !! والجنون فنون .

أصل كلمة اليهودية ومعناها :

ولكن من أين أتت كلمة اليهودية هذه ؟
اختلف الباحثون في أصلهـا هل هي عربية أم غير عربيـة ؟ فقال بعضـهم : إنهـا عربية من اليهود ومعناها التوبة، قال تعالى على لسان موسى : ( إنا هدنا إليك ) ( الأعراف :156 ) ، وقال بعضهم الآخر : هي غير عربية نسبة إلى " يهوذا " أحد أسباط بني إسرائيل ، وقد رجح الدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف في ( دراسات في الأديان ) نسبتها إلى دولة يهوذا التي كانت في فلسطين بعد سليمان - عليه السلام - وهذه التسمية بالذات

- اليهودية - لم يُذكَروا بها في القرآن الكريم إلا في مواطن الذم ، قال تعـالى : ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ) ( المائدة : 64 ) ، وقد سمـاهم القرآن الكريم أيضاً قوم موسى ، وبني إسرائيل ، وأهل الكتاب ، وقد وردت تسميتهم ( بني إسرائيل ) في القرآن الكريم إحدى وأربعين مرة ، وأما إسرائيل فهو يعقوب النبي عليه الصلاة والسلام .

مصادر اليهودية :
ومصادر اليهودية الآن هي :
1 ـ التوراة
ومعناها :الشريعة أو الناموس - وهي كلمة عبرانية - والكتب الملحـقة بها ، والتلمود ، والبروتوكولات وسنتحدث بشي من التفصيل عنها :
التوراة : يراد بها الأسفار الخمسة التي يعتقدون أن موسى كتبها بيده ويسمونه
"البنتاتيوك " ( يعني الخمسة وهي ) :
أ. سفر التكـوين : ويتحدث عن خلق السموات والأرض وآدم والأنبياء إلى وفاة يوسف عليه السلام .
ب. سفر الخـروج : ويتحدث عن إسرائيل منذ موت يوسف عليه السلام إلى ما بعد خروجهم مع موسى عليه السلام .
جـ. سفر اللاويين : نسبة إلى بني لاوي ، وهم سبط من بني إسرائيل ، ويتحدث عن اللاويين وشعائرهم .
د. سفر العــدد : ويهتم بعدد بني إسرائيل وشيئاً من الحوادث بعد الخروج .
هـ. سفر التثنية : ويعني تكرير الشريعة وإعادة الأوامر والنواهي ، وينتهي بذكر موت موسى عليه السلام

2 ـ الكتب الملحقة بالتوراة :
وتسمى هذه الأسفـار بالعهـد القديم ، ويلحق بهـا أربعـة وثلاثون سفراً حسب النسخة البروتستانتية : منها ثلاثة عشر سفراً من الأسفار التاريخية ، وخمسة عشر سفراً تحكي عن الأنبيـاء ويغلب عليهـا طابع الرؤى والتنبؤ بما سيكون ، وأسفار الحكمة والشعر وعددها خمسـة ، وسفر الابتهـالات والأدعية ـ وهو سفر المزامير المنسوب إلى داود عليه السلام ـ وكل سفر من هذه الأسفار يحوي عدداً من الإصحاحات .


3 ـ التلمود :
وهو يعني تعليم الديانة وآداب اليهود ويتكون من جزأين :
متن : ويسمى المشناه بمعنى المعرفة أو الشريعة المكررة .
شرح : ويسمى جمارا ومعناه الإكمال .

والتلمود يشبه التفسير ، إذ هو الشريعة والقانون الذي تلقاه الحاخامات الفريسيون من اليهود شفاهـاً ، ودونوه سراً جيلاً بعد جيل ، ولذلك فهو مقدس عند الفريسيين ( وهم أكثر اليهود الآن ) ، ومنه تلمـود بابل الذي شرحه البابليون ، وتلمود فلسطين الذي شرحه الفلسطينيون ، وباقي فرق اليهود تنكره .
والذين يقدسونه يرفعونه فوق التوارة ، ويقولون عنه : ( إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليهـا ، ومن درس المشناه فعل فضيلة يستحق المكافأة عليها ، ومن درس الجاماره فعل أعظم فضيلة ) .
ومحتوى التلمود لا يختلف كثـيراً عن محتوى التوراة ، بل هو أخطر ، ففيه يزعم اليهود أن أرواحهم جزء من الله ، وأنهم أرفع عند الله من الملائـكة ، وأن من يضرب يهودياً فكأنمـا ضرب العزة الإلهيـة ، وأنهم مسلطون على أموال باقي الأمم ونفوسهم لأنه في الواقـع - حسب زعمهم - أموال اليهود ، وأن الأرواح غير اليهودية شيطانية ، وأن الناس - من غيرهم - كلاب وحمير خلقوا في صورة آدميين ليليقوا بخدمة اليهود ، وأن على اليهودي أن يسعى لقتل الصالحين من غير اليهود .

4. بروتوكولات حكماء صهيون :
أصل هذه الوثائق عرض على الزعماء الصهاينة في مؤتمرهم في مدينة بال السويسـرية سنة 1897 ، وكان عددهم ثلاثمائة ، يمثلون خمسين جمعية يهودية ، والوثائق عبارة عن خطة يستعبد بهـا اليهود العالم ، ويحكمون إذا دانت لهم السيطرة عليه ، ولهذه الخطة معالم منها :
1. إفساد الحكام والحكم ، وزعماء الشعوب بالمال والمناصب ، والمكايد ، والنساء .
2. السيطرة على الإعلام ، ووسائل الطبع والنشر، والصحافة ، والمسارح ، والسينما وغيرها .
3. السيطرة على الاقتصاد العالمي وإحداث الكوارث الاقتصادية العالمية حتى لا يستريح العالم أبداً.
4. محاولة القضاء على الأديان والقوميات وهدم المجتمعات وتقويض بناء الأسرة .
ولذلك لا تستغرب أن يصفهم القرآن الكريم بالكـذب والحسد والخيـانة ، وحب الدنيا والبخل والجبن والإفساد في الأرض .

بعض تنظيمات اليهود :
ولليهود بطون كثيرة - إذا صح التعبير - خرجت كلها من بين أفكـار وأشلاء اليهودية المتناثرة ، وأهم هذه البطون أو الفروع كما جاءت في الموسوعة الميسرة ( إشراف د. مانع الجهني ) :
1. يهود الدونمة : أسسها سبتاي زيفي 1626-1675 م .
2. الماسونيـة : ومعناها البناءون الأحرار ، وأسسها هيرودس أكريبا ، توفي سنة 44م .
3. الصهيونية : حركة سياسية عنصرية متطرفة ، اشتق اسمهـا من جبل صهيون في القـدس ، ارتبطت بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل .
4. أبناء العهد ( بناي برث ) : وأسسهـا مجموعة من اليهود في نيويورك برئاسـة جونيـس ( جونز ) 13/10/1843م .
5. الروتاري : في 23/2/1905م أسس المحامي بول هاريس أول نادي للروتاري في شيـكاغو بولاية ألينوي .
6. الليونـز : في صيف 1915م دعا مؤسس نوادي الليونز ( ملفن جونس ) إلى فكرة إنشـاء نوادي تضـم رجال الأعمال في أنحاء أمريكا ، وكان أول ناد في مدينة سانت أنطونيو - تكساس .
7. حيروت ( الحرية ) : حزب سياسي أسسه مناحيم بيجن سنة 1948م .
8. الإنتراكت : نوادٍ اجتماعية مرتبطة بالروتاري الدولية ، روادها طلبة الإعدادي والثانوي ،وانشئت بتوجيه من مؤتمر الروتاري عام 1961 - 1962م .
9. الروتراكت ( شباب الروتاري ) : أنديـة اجتماعية ثقافية ترويحية مرتبطة بالروتاري تأسست في عام 1917م .
وهذه البطون وإن لم تكن تحمل طابع الديانات الجديدة أو المنشقة على الأصل إلا أنها تحمل الطابع التنظيمي اليهودي المرتبط بأفكار وعقائد وتوجيهات اليهود عموماً .

بعض أفكار وعقائد اليهود :
ولأن اليهود - وكذلك النصارى - لا يحملون اسمـًا محدداً لديانتهم ، ولا يعرفون هذا الاسم أصلاً ، لذلك ليس لعقائدهم حدّ معروف ولا دين موصوف ، وإنمـا هو دين مصنوع بأيديهم لا علاقة له بوحي ، وهي أفكار وعقائد بشرية ألبسوها ثوب القدسية زوراً وبهتاناً ، وهذه بعض أفكارهم :
1. الفريسيون : متشددون لا يتزوجون ، عندهم التبني ، يعتقدون بالبعث والملائكة والعالم الآخر .
2. الصدقيون : ينكرون البعث والحساب والجنة والنار ، وينكرون التلمود ، وينكرون الملائكة والمسيح المنتظر .
3. المتعصبون : عدوانيون غير متسامحين ، يطلق عليهم السفاكون وفكرهم قريب من الفريسيين .
4. الكتبة والنساخ : والقراءون ، والسامريون ، والسبئيون ، وتتراوح أفكار هؤلاء بين الإنكار والإثبات والزيادة والنقصان ، لأفكار وعقائد الفريسيين والصدوقيين .
5. الأصل عند اليهود التوحيد ، ولكنهم يتجهون إلى التعدد والتجسيم والنفعية ، ومن قبل عبدوا العجل .
6. من أعيادهم :
الفصح : من 14/4 إلى 21/4 ، التكفير : وهو تسعة أيام من الشهر العاشر من السنة اليهودية ، وفي اليوم العاشر الذي هو يوم التكفير يصومون ويتعبدون ويتوبون !! زيارة بين المقدس مرتين كل عام ، يوم السبت الذي استراح فيه الرب - كما يزعمون - ولا يعملون فيه ولا يشتغلون .
7. الذبيح عندهم هو إسحق وليس إسماعيل عليهما السلام .


مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/aqeda/big_religen/1.htm